كيف نحفز أداء السوق العقاري؟

في كتاب ثروة الأمم للاقتصادي البريطاني الشهير آدم سميث مبدأ مهم للعرض والطلب وهو أن السوق يحفظ توازنه وقوة دفعه بنفسه وفقا لمفهوم "اليد الخفية".

تحيا مصر 

السوق العقاري أحد المكونات الهامة والكبيرة للاقتصاد المصري ضمن خمسة قطاعات ساهمت بنحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الماضي. ولا جدال على قدرته على امتصاص الصدمات، ولكن الأمر يتطلب بعض الإجراءات لتنشيط القطاع حتى يظل قادرا على التماسك والحفاظ على كونه أحد أهم دعائم الاقتصاد المصرى.

القطاع خلال العقد الأخير كون مجموعة كبيرة من الخبرات التراكمية عبر الصدمات والأزمات المتنوعة والمتلاحقة والسريعة جعلته قادرا على أن يصنع أدوات تنشيط للسوق سواء بقوة دفع ذاتي أو بدعم أو مساندة من الدولة المنوط بها الحفاظ على قطاع يضم أكثر من 3.5 مليون عاملا يمثلون حوالي ١٢% من القوى العاملة في الاقتصاد المصرى.

المهندس أحمد  مسعود يكتب: كيف نحفز أداء السوق العقاري؟

من الأدوات التنشيطية التي تأتي بنتائج طيبة للغاية تتعلق بدعم ومساندة الأدوات التسويقية المختلفة من معارض عقارية لمختلف الشرائح سواء داخل مصر أو خارجها.

مصر بلد كبير للغاية وشاب جدا ولديه نمو سكاني في هذه الشريحة من 18 إلى 45 عاما، وبالتالي هذا يتطلب تنظيم مجموعة كبيرة من المعارض العقارية تخاطب السوق بمتطلباته واحتياجاته وفقا للشرائح المختلفة.

وتحفز المبيعات المليارية من خلال المعارض، شركات التطوير العقاري على التوسع، وبالتالي لابد من وضع خريطة أو استراتيجية خاصة بهذه المنظومة لزيادة مبيعات العقارات محليا وتصديره خارجيا.

أحد الأدوات المهمة لتنشيط السوق العقاري التي تنفذها الشركات أيضا، هى تسهيلات السداد وتختلف من شركة إلى أخرى، ولكن لها بعض المحاذير المتعلقة بسعر الصرف وتغير أسعار مدخلات الإنتاج للوحدة العقارية، فضلا عن ضرورة الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ المشروعات، فكل شركات العقارات الجادة في مصر تسعى لاحترام الجدول الزمني الخاص بمواعيد التسليم لأنه يمثل سمعتها في السوق والسمعة هي رأس المال.

النائب أمين مسعود: سرعة تحرك الحكومة وراء انضباط تعريفة الركوب لوسائل النقل بعد زيادة أسعار الوقود

أحمـد مصطفى أمين يكتب : الجـري.. في زمــن النـتـــش

نأتي للأداة الثالثة من أدوات التنشيط العقاري وهي تتعلق بالتمويل العقاري، وهنا من الضروري رفع سقف التمويل فوق 2.5 مليون جنيه على الأقل في ظل متغيرات سعر الصرف على أن يكون ذلك مرتبطا أيضا بمعدل التضخم.

المسألة لا تتعلق بدعم سكن فاخر أو متوسط أو محدود، ولكن تتعلق بالرغبة في دوران عجلة الإنتاج التي يعد سوق العقارات أحد أهم أدوات تشغيلها سواء من مصانع أسمنت وحديد وغيرها من مصانع الأخشاب أو المعدات والأجهزة الكهربية وكل مدخلات صناعة التطوير العقارى.