رفض يهرب من السجن.. أسامة الأزهري يروي موقفا عن الإمام محمد بن سيرين

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الإمام محمد بن سيرين يُصور بالعقلية الإخوانية والسلفية على أنه إخواني وسلفي بقياس زمانه أنه شخص مصادم وغيره من الصفات، ألا أنه حينما يتم النظر لمواقف هذا الإمام يكون الأمر مختلفا حيث إنه كان دائما يحرص على دعم من حوله، ويرفض أن يرتكبوا أي خطأ حتى ولو كانت في صالحه. 

وأضاف "الأزهري"، خلال تقديمه برنامج  برنامج "الحق المبين" مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع عبر فضائية "دي إم سي"، وينقلها تحيا مصر، أن الإمام محمد بن سيرين كان لديه تجارة، وكان يتجار في تجارة سيدة من السيدات، وفسدت التجارة، والسيدة قالت أنه يجب أن يُسجن، وتم سجن الإمام محمد بن سيرين، "السجان وقتها جه قاله يا إمام ممكن أترك لسيادتك تخرج إلى المنزل وإذا دنى الصباح تعود مرة أخرى، لو حابب تروح البيت وتطمن على الأولاد وترجع ماشي، وأن يهربه ويرجع تاني، وأنه واثق في علمه".

أسامة الأزهري: محد بن سيرين حرص على تطبيق أوامر الحاكم رغم سجنه ظلما

وتابع أسامة الأزهري، أن السجان كان لديه ثقة كبيرة في الإمام محمد بن سيرين وفي علمه ويعلم أنه سيعود إذا خرج من السجن، موضحا أن الإمام محمد بن سيرين رفض تماما مقترح السجان بإخراجه يزور أهله ويعود مرة أخرى، وأكد له أنه يرفض أن يكون عونا في خيانة السلطان حتى ولو كانت في مصلحته الأمر. 

وأوضح أسامة الأزهري، أنه على الرغم من أن الإمام محمد بن سيرين سُجن ظلما، وأن السيدة لم تتفهم أسباب فساد تجارتها وأمرت بحسبته، وعلى الرغم من أنه جاءت له فرصة في التفلت بالسجن ألا أنه كان ملتزم بأوامر الحاكم، ورفض أن يهرب بحسب ما كان يريد السجان، مشيرًا إلى أن الإمام محمد بن سيرين كان يريد أن يعلم السجان من هذا الموقف ألا يستخف بسهولة المخالفة، "لما تبدأ تتعود تكسير الأوامر الصادرة عليك كل نظام البلد هيختل". 

وأردف أسامة الأزهري  أن بعض التيارات الإسلامية مثل السلفيين والإخوان وغيرهم يحاولون دائما تصدير صورة أن الإمام مخالف للحاكم، ودائما الإمام يتعذب لأنه يقول الصواب، ويضعون عدد من الروايات التي تثبت صحتهم، وهذا أمر خاطئ تماما، حيث إن الإمام أبو حنيفة لم يكن على مشكلة مع الوالي أو الحاكم مثلما يصورون وغيره الكثيرين أيضا.