عاجل
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 الموافق 18 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب:«أحمد الطنطاوي ».. زعيم الوهم (١)

عمرو عزت حجاج عضو
عمرو عزت حجاج عضو مجلس الشيوخ

مغالطات ومهاترات، وأكاذيب متعمدة من أحمد الطنطاوي البرلماني السابق ظنا منه أنه يستطيع  إفساد حركة التحول الديموقراطي بالجمهورية الجديدة.

الطنطاوي نموذجاً صارخاً لأسلوب التهييج السياسي أو الغوغائية بشكل عام، فقد اعتاد إطلاق التصريحات العنترية واتخاذ المواقف غير المدروسة -وغير المفهومة أيضاً- لا لشئ غير الظهور في صورة المناضل كما يتخيل أمام نفسه وأمام من حوله، ولايدرك أن ما يفعله مجرد ضجيج فارغ بلا طحين، ويفتقر إلى أبجديات العمل السياسي الناضج.

هذا النموذج من الهواة غير الملمين بأبجديات العمل السياسي و أصوله و قواعده موجود فى كل العصور ومختلف البلاد، و غالباً ما يتم التعامل مع ما يقدمه كمادة طريفة، تستأهل السخرية أكثر مما تستحق التأمل في مضمونها أو التعاطي معها بأي طريقة.

أمثال الطنطاوي -على كثرتهم-  لا يملكون مشروعاً حقيقياً، و ليس لديهم أي مهارات أو أدوات غير زلافة اللسان، والرطانة اللفظية، و يستسهلون ارتداء عباءة الزعماء ويحاكون شخصية "رشدي "في فيلم"شئ من الخوف" الذي يصرخ فى من حوله قائلا: "أنا عتريس".. ولا يثير فيمن حوله إلا السخرية، أو الشفقة على من خف عقله.

والحق عزيزي القارئ ..

لم يأتي بذهني يوما التعليق على أحاديث أحمد الطنطاوي أو أفعاله، لأنني علي علم اليقين أنها عبثية وليست ذات جدوي، غير أن لجوئه لاستخدام منصات أجنبية ووسائل إعلام مغرضة للهجوم على الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية جعلني أتراجع عن فكرتي، فقد تلقفته هذه المؤسسات لتحقيق مآربها والتى سبق وأن فصلناها فى مقالات سابقة.

خطاب الطنطاوي للداخل لم يكن يوما مقنعاً، وأقرب المقربين له في حزب الكرامة لا يصدق ما يحاول الإيحاء به بأن النظام فى مصر يتربص به، بل ويحاول التخلص منه.. لذلك فشل الطنطاوي في إقناع من حوله بما يتخيله، فلجأ للخارج، الذي لا يصدقه أيضاً لكنه يستخدمه.

نسي أو تناسى هذا الطنطاوي أنه مواطن فى دولة مؤسسات، وشارك في العملية السياسية داخل الدولة، بل أصبح عضواً فى مجلس النواب، ورغم ذلك استبد به الوهم، و تضخمت ذاته، حتى ظن انه يمثل خطراً على النظام السياسى، وذهب بخيالاته إلى حد وجود مخطط  للتخلص منه. 

أتمنى أن يخصص الأستاذ أحمد الطنطاوي بعضاً من وقته للعرض على طبيب نفسي، لعله يعينه على التخلص من أوهامه، ويعيد إليه قدراً من التوازن ليدرك أن الدولة المصرية أكبر من أن تتربص بأحد، ولا تلاحق إلا من ارتكب جرماً يضعه تحت طائلة القانون، ولا يعنيها من بعيد أو قريب المهوسين أو المرضى بذواتهم، فهو من تلقاء نفسه اعترف أنه غادرالبلاد بكامل إرادته - و حريته - للدراسة فى لبنان، وأنه لم يتعرض لأى مضايقات فى المطار، وربما أن تلك الشهادة على نزاهة الدولة المصرية لم يقصدها.. لكنها الحقيقة التي لا يستقيم معها محاولات تمجيد نفسه والهجوم على بلاده، كما لا تتفق مع حديثه أنه لا يخشى تهديدات الدولة –رغم أن أحداً لم يهدده!.
                                                                  وللحديث بقية

تابع موقع تحيا مصر علي