عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: حزب التجمع.. مواقف وطنية ثابتة.. وقيادة حكيمة (٢)

تحيا مصر

واستمر..

مثلت العدالة الاجتماعية أحد أهم مبادئ حزب التجمع ، الذي سعى منذ تأسيسه الى تكريس جهوده للدفاع عن الطبقات الكادحة، وللدعوة الى تطبيق التوزيع العادل للثروة داخل المجتمع، أو على الأقل خلق ضمانات اجتماعية حقيقية تحمى الفقراء وتتصدى لسحقهم عبر آلة الرأسمالية الطفيلية، ولذلك خاض الحزب صراعاً حاداً مع نظام الرئيس السادات الذى دعم الانفتاح الرأسمالى الطفيلى بكامل قوته، واستمر الحزب طوال عهد مبارك فى رفض السياسات الاقتصادية التى تهمل حقوق الفقراء ، وخصوصا عمليات الخصخصة التى أهلكت وحطمت الكثير من المؤسسات الاقتصادية المملوكة للقطاع العام.

وما زال الحزب يقف بالمرصد للحكومات المختلفة ولكافة القرارات الاقتصادية التى لا تراعى حقوق الفقراء في حياة إنسانية كريمة.

أيضا كرس التجمع جهوده للدفاع عن مبدأ المواطنة باعتبارها الأساس السليم لوطن متماسك وصحيح البدن، حيث آمن الحزب أن كل المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات، وأن مختلف الطوائف الدينية تمثل المكون الحضاري الأساسي للدولة المصرية.

ووقف الحزب مدافعاً عن الكنيسة ضد تطاولات المتأسلمين الجهلاء بأحكام الدين الحنيف، كما طالب بتطبيق صارم للقانون فى الحوادث ذات المدلول الطائفى رافضاً جلسات الصلح العرفى معتبراً إياها إهداراً لدولة القانون.

وتعامل الحزب أيضاً مع قضية التنوير وحرية الفكر كقضية جوهرية، وسعى من خلال نشاطاته العامة ووسائله الإعلامية إلى نشر الثقافة بمدلولها الواسع والتشجيع على ممارسة الفنون المختلفة، والتنبيه إلى القيم الفكرية والتنويرية لرواد النهضة فى مختلف المجالات الفكرية كرفاعة الطهطاوى وسلامة موسى ومحمد عبده وطه حسين وغيرهم.

وأكد "التجمع" في أكثر من مناسبة رفضه لمصادرة الأعمال الفنية والأدبية باسم الدين أو الأخلاق، كما ناضل الحزب ضد قضايا الحسبة والإرهاب الفكري.

وأرسى الحزب مبدأً أساسياً بين أعضائه، وهو أن المعارضة يجب أن تؤمن بالدولة الوطنية وتسعى لحمايتها وأن الاختلاف مع مؤسساتها حق، ولكن لا يجب الخلاف على هذه المؤسسات لأنها أساس وجود الدولة وهى مرتكز قوتها، فنجد الحزب منذ تأسيسه يناضل ضد الفساد وينتقد السياسات التى تخالف منهجه وتصطدم مع ثوابته، ولكنه لا يتردد عن دعم الدولة ومؤسساتها بكل ثقله ليقدم المثال الواضح فى التفريق بين المعارضة الوطنية الواعية ودعاة الفوضى المدمرة.

أخيرا..

نجح حزب التجمع فى تقديم تجربة سياسة واقعية وعاقلة تنطلق من رؤية حكيمة للوطن وقضاياه، من خلال مواقف ثابتة و مبادئ و أخلاقيات تصيغ روح الكيان السياسى كما يجب أن يكون ، و هو ما يميزه عن الكيانات السياسية التي اعتادت المزايدة على الوطن بلا خجل.

تابع موقع تحيا مصر علي