أسامة الأزهري: اكتفاء عالم الشريعة بالشرع فقط نقص فادح في التكوين العلمي

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إنه ليس لديه قناعة أن عالم الشريعة يكتفي بالميدان التشريعي الديني فقط، وأن هذا عيب خطير ونقص فادح في التكوين العلمي المعرفي للعالم أو الباحث، حيث إن العالم في نظره يجب أن يدرك ثلاث دوائر من المعرفة، دائرة الشريعة والتي يلم منها بـ 12 علم من العلوم والتي يستطيع من خلالها إدراك تضاريس الشرع الشريف ومكوناته ومعالمه الكبرى، "لازم يقرأ 12 علم من علوم الشريعة تجعله ملم بهذا العلم بالكامل". 

وأضاف "الأزهري"، خلال تقديمه برنامج  برنامج "الحق المبين" مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع عبر فضائية "دي إم سي"، وينقلها تحيا مصر، أن الدائرة الثانية من الدوائر الثلاثة هي دائرة الواقع والتي لابد فيها من دراسة واسعة لعالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار والنظم بما يجبر العالم أن يقرأ في الأدب العالمي والقانون وتاريخه والفلسفة والفيزياء وغيرها من المعارف المختلفة، مشيرًا إلى أنه حال اطلاع العالم على تلك النقطة من الدوائر الثلاث سيرصد مشاكل مثل الإلحاد والإدمان والانتحار وإشكاليات المصريين في ارتفاع معدلات الطلاق أو التحرش وسيرصد مشكلات الواقع بالكامل. 

أسامة الأزهري: من يشتغل بالشريعة فقط لا يستطيع إعطاء أجوبة للمواطنين  

وتابع أسامة الأزهري، أن الدائرة الثالثة هي حسن الربط بين الشريعة والواقع من خلال علم النفس وعلم الاجتماع وعلوم الإنسانية وغيرها، حيث إن التكوينة الثلاثية هذه ليست اجتهاد شخصي منه وإنما الإمام القرافي كان يرى أنه لابد من الفقيه أن يُلم بالهندسة والطب والحساب ليكون قادرا على الفقه، لأنه سيحتاج إلى بحوث من هذه العلوم. 

أسامة الأزهري: رصدت إلحاد بعض الأطفال في سن الـ 10 سنوات

منهم الملحد الربوبي.. أسامة الأزهري: يوجد 4 أنواع من الملحدين

وأردف أسامة الأزهري،  أنه لابد للمفتي من النظر في الخلاف والضد والنفع والضر والهزل والجد وأمور الناس الجارية بينهم والعادات المألوفة بينهم ولم يدرك ذلك إلا بملاقاة الرجال ومناقشة أرباب الملل والنحل وقراءة الكتب والصبر على جمعها ودراستها، وعمل تكوين معرفي واسع. 

و واصل أسامة الأزهري، أن من يشتغل بالشريعة ويظل عاكفا على الشرع فقط قد يكون عالم بالشريع يستطيع أن يدرسها في مادتها الخام، ولكن لا يستطيع أن يخرج إلى المجتمع ويشتبك مع أسئلة وإشكاليات عصره بما يجعله يقدم أجوبة للمواطنين.