عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

جحود امرأة.. أصيب زوجها بالشلل فطردته من البيت.. "عم جمال" يروي تفاصيل طرده من بيته بعد 15 سنة غربة"

جحود امرأة.. أصيب
جحود امرأة.. أصيب زوجها بالشلل فطردته من البيت.. عم جمال يرو

أبكت قصته كل من سمعها، لأنه كان يحكيها بشكل مستمر، فقد وجد راحته في أن يحكيها، للقاصي والداني، كل مرة بطريقة مختلفة، الحقيقة واحدة ولكن بطريقة مختلفة مرة تسبقه دموعه عند منتصفها ومرة أخرى يلوذ بالصمت بعد نهايتها، حتى وصلت إلينا في تحيا مصر ونقلناها عنه لكم بثاً مباشراً.

يتخذ من الحجارة وسادة

في مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وبالتحديد أمام مدينة الأموال يتفترش "عم جمال" أحد الأرصفة لينام عليه ليلاً متخذاً من الحجارة وسادة وسط البرد القارس في الشتاء، وحرارة الشمس في نهار الصيف حتى غطى الغبار ملابسه، بعد أن طردته زوجته من بيته عندما عاد إليها من دولة ليبيا بعد سنوات من الغربة جليس كرسي متحرك، لا حول له ولا قوة بعد إصابته بالعجز في قدميه بسبب فقده حصاد سنوات من الشقى والتعب.

 

 

شجعته على السفر والغربة ليلبي طلباتها

وسط موجة من الحزن يروي عم جمال حكايته عندما جلس مع صديق له قال له؛ أن هناك تأشيرة عمل إلى إحدى الدول العربية، حينها عرض الأمر على زوجته التي كانت وقتها حاملا في ابنه الأول، فشجعته على ذلك، ودفعته دفعًا إلى السفر حتى يلبي احتياجاتهم المادية التي ستزيد بمجرد ما أن تضع حملها، الثاني حيث جهز حقيبته وودع أسرته ليتذوق سنوات الغربة ويلبي احتاجات بيته.

في آخر سنواته في الغربة استولى أحد الأشخاص على تحويشة عمرة وتسبب في إصابته بالشلل

توالت السنوات بين سفر وعودة واستقبال حافل من زوجته حتى شب الأولاد، وكبرت الأسرة تحسن وضعها المادي، ليتبادر إلى ذهن عم جمال أن يلغي فكرة السفر وأن يستقر بجوار أسرته، فقرر أن تكون هذه آخر رحلاته، فاستمر فيها قرابة الثلاث سنوات يجني تحويشة العمر، لكن سرعان ما تبخرت آماله وفقد حصاد سنوات من الشقى والتعب، بعدما استولى أحد الأشخاص على جميع أمواله.

لم يتحمل عم جمال صدمة فقدانه تحويشة عمره فكانت سبباً في إصابت بشلل في قدميه، أجبره على اتخاذ قرار العودة إلى مسقط رأسه في مدينة المحلة الكبرى وسط أسرته.

بعد عودته لم يجد الاستقبال الذي تعود عليه من زوجته

لم يكن ذلك الاستقبال الحافل التي كانت تبادره به زوجته فورعودته موجوداً عندما عاد إليها على كرسي بأربع عجلات، لا حول له ولا قوة، ولا يحمل معه سوا حقيبته التي تكاد تكون خالية حتى من ملابسه، وتوالت الأيام بين خلافات ومشادات مع زوجته التي بادرت بطلب الطلاق منه بسبب عجزه.

تبدلت معاملة زوجته بعد مرضه وطردته من البيت

إهانات كبيرة تعرض لها صاحب الـ 65 عاماً من زوجته أم أولاده، بسبب عدم قدرته على تلبية طلباتها وهو عاجز لا حول له ولا قوة، فالدموع في عينيه وهو يقول: زوجتي تبدلت بعد مرضي وحدثت مشاكل كتير بسبب الفلوس حتى قالت له روح أشحت ثم طردتني من الشقة  وطلبت مني الطلاق وتعامل أبنائي معاملة سيئة لأنهم لا زالوا أطفال وأكبرهم عمره ١٧ سنة من ذوى الأحتياجات الخاصة، واخوتي متوفيين فمكانش قدامي مكان انام في غير الشارع.

يبول على نفسه

كانت نفسية "عم جمال" سيئة بعد مرضه، وساءت أكثر بعد أن وجد نفسه في الشارع لا حول له ولا قوة، غلبه المرض، وتمكن من جسده، كان يأكل من فتات الطريق وممن يجود به عليه الناس الذين كانوا يمرون على ذلك المسن الذي تجاوز عمره الستين ممن وجد فيهم رحمة لم يجدها في زوجته التي ظل ينفق عليها سنوات من شقاء الغربة، ومع حالته المرضية أصبح مظهره رثًا، ثياب مقطعة وجسد غير نظيفة.

وبعد دقيقة صمت من شدة ألمه يقول عم جمال "نفسي أدخل الحمام بقالى سنين مستحمتش وظروفي الصحية فى تدهور مبقدرش أعمل حاجة وبتبول"  مختتما حديثه أن زوجته تصرف المعاش الخاص به، ولا يوجد له أي مصدر رزق يستطيع تأجير شقة صغيرة يعيش فيها، " كل اللى بتمناه ٤ حيطان أعيش جواهم، وحد يشوف حالتى الصحية نفسي أرجع أتحرك".

تابع موقع تحيا مصر علي