«سخرية وتساؤلات حائرة».. حادث سرقة "مدينتي" يناقض إعلان كريم عبدالعزيز ويفجر جدل مواقع التواصل

المبالغة في المواصفات المثالية لـ"مدينتي" في الإعلانات ضخمة التكلفة تحطمت على صخرة الحادث الأخير

رواد مواقع التواصل الاجتماعي دأبوا على تحويل إعلانات "مدينتي" إلى مادة للسخرية والكوميكس

حالة من الدهشة الشديدة الممزوجة بوابل من السخرية، أطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حادث سرقة محل الذهب في مدينتي، وذلك على عكس الانطباع الذي ترسخه الإعلانات ضخمة التمويل والتكلفة والتي تظهر مشروعات مجموعة  طلعت مصطفى في مدينتي كأنها "مدن خارقة" عالية الحداثة والتحصين.

 

يرصد تحيا مصر في تقريره التالي، المفارقة التي رصدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتساؤلاتهم المصحوبة بمحاولة تحليل ماجرى، والكيفية التي تمكن بها مجموعة من اللصوص، اختراق حصون "مدينتي"، والتغلب على مايتم الترويج له بشأن  منظومة المراقبة والكاميرات الذكية بالمدينة تتسم بخصائص عديدة منها ما يعرف باسم حساسيات أو مستشعارات الحركة.

مواصفات خارقة عن "مدينتي" المثالية

تقوم "مدينتي" في مختلف المواسم الرمضانية بإطلاق الحملات الإعلانية والدعائية، والتي يتصدرها نجوم كبار، كما هو الحال في نسخة الفنان كريم عبدالعزيز للعام الحالي، إلا أن "مدينتي" احتلت تريند مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تم نشره بشأن واقعة سرقة محل ذهب لازوردي في مدينتي، وحالة الذعر اللحظي التي انتابت السكان داخلها، وفجرت تساؤلات المواطنين خارجها بعدما رصدت منظومة المراقبة والكاميرات الذكية في مدينتي وجود حركة غير معتادة في مول الأوبن إير في توقيت وقوع الحادث فجرا.

ما يتم الترويج له بخصوص القدرات الخارقة والمواصفات النموذجية المثالية لمدينتي، يتعارض مع تفكير مجموعة من اللصوص والجناه الإقدام على اقتحام المول الضخم ومحاولة سرقة محل الذهب.

امتد الأمر إلى مابعد وقوع الحادث، حيث أصدرت مجموعة شركات طلعت مصطفى بيانا ورد فيه مواصفات خارقة عن الكاميرات: قالت فيه نملك معدات تستطيع رصد أي حركة غير طبيعية أو معتادة في المناطق محل المراقبة وبمعنى أوضح فإن المنظومة تسجل في ذاكرتها حجما ومعدل حركة المركبات والأفراد ساعة بساعة، فإذا اختلف هذا المعدل أطلقت تنبيها تلقائيا على الفور، وهو ما تعارض مع الضجة التي أحدثتها انباء محاولة السرقة من داخل مدينتي.

جهود حقيقية للداخلية

الجهود التي أنقذت سمعة "مدينتي" وجنبتها مزيدا من السخرية وكم الإندهاش، تعود إلى قدرات رجال وزارة الداخلية، حيث انتفض قيادات الجهات الأمنية والقطاع الفني التقني  في الوزارة ببذل الجهود مكثفة وبتقنيات عالية  لتتبع ورصد تحركات الجناة وتحديد اماكنهم حتى القاء القبض عليهم خلال ٢٤ ساعة فقط. 

جهود الداخلية دفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتندر على مايتم الترويج له من أن "مدينتي" هي النموذج الحالم لكل من امتلك تصورا عن العيش في "المدينة الفاضلة"، وهو ما أظهر أقرب اختبارا في أرض الواقع الفعلي أنه اعتقاد واهي، وأن الحملات الإعلامية لـ"مدينتي" يمكن أن تشكل عنصرا سلبيا عليها يطعن في مصداقية الكلام المعسول وشديد المثالية عن "مدينتي"

المطلوب مستقبلا من ملاك مدينتي 

الحادث الصادم الخاص بمحاولة سرقة محل الذهب، يتطلب من مجموعة طلعت مصطفى، محاولة عدم الوقوع في فخ "التريند" العام تلو الأخرى، فكم الفيديوهات والمواد المرئية على مواقع التواصل الاجتماعي "الكوميكس" التي سبق لها أن نالت من "مدينتي" بالسخرية بسبب مبالغات أحاديث الفناننين عنها، زادت مع واقعة السرقة الأخيرة.

 

لايكفي أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وملايين المصريين أمام الشاشات، التوجه من جانب كل الصفحات الرسمية لمجموعة طلعت مصطفى ومدينتي على وسائل التواصل بخالص الشكر والتقدير لرجال وزارة الداخلية، وإنما المطلوب هو تقديم خدمة واقعية للشعب المصري، والتعهد بما يمكن أن تقوم به الشركة وملاكها.