معنديش غير الشارع بعد ماطلقني.. شيماء بتعمل قهوة وشاي علشان تصرف علي اولادها.."نفسي اعلمهم ومش قادرة"
ADVERTISEMENT
على عربة صغيرة متهالكةوفي منتصف الليل، تقف أسيرة لسوق العمل الذكوري، بعد أن طلقها زوجها وتركها وسط ظلمات الشارع، فتاة تجلس على أحد الأرصفة بائعة للشاى، في عز البرد القارس، حتى تجمدت ملامح الأنوثة عند صورة باهتة لا ملامح لها، يغلب على وجهها ملامح الحزن والشقاء.
وقدم موقع "تحيا مصر" بثاً مباشراً مع بائعة الشاي التي راحت تحكي لنا عن قصة مأساتها في الوقوف على عربة الشاي يوميا من أجل "لقمة العيش".
" نفسي بس في أوضة وحمام يلمني أنا وعيالي، أنا لو مشتغلتش كل يوم مش بلاقي أكل وبقالي سنتين مشوفتش عيالي" بهذه الكلمات بدأت فتاة الشاي شيماء محمد عبدالرحيم، ابنة محافظة دمياط حديثها مع "تحيا مصر" بعد أن انهالت من البكاء حزناً على فراق أبنائها وعلى ليلي الشقاء التي تقديها في عز البرد وتحت مياه الأمطار من أجل تربي ابنها.
طلقها زوجها وتركها في الشارع
وتقول "شيماء" كأى فتاة طرق بابى شاب من صنفنا يريد الزواج منى، وهما على هم تزوجته وصنعنا بيتا متهالكا من بدايته فقراً وجوعاً، لا يختلف كثيراً عن البيت الذى نشأت فيه و رزقنى الله بثلاث أطفال حاولت قدر جهدى أن أوفر لهما أسباب حياة كريمة و دخول المدارس لكن أبوهم تركني وطلقني.
وبعد سيل من الدموع على خديها تقول بائعة الشاي، "أنا بقف هنا من سنة ونص طول اليوم عشان أقدر أدفع الإيجار وأجيب أكل ليا ولابني، ولو يوم مشتغلتش مش بلاقي أكل.
تقف طوال الليل
تقف صاحبة ال 25 عاماً طوال الليل على أقدامها منذ عام ونصف تقريبا، وفي رمضان تفطر وتتسحر في الشارع، من أجل توفير "لقمة العيش" الحلال وأن تقيم حدود الله وتبتعد عن المغريات التي تقدم لها من المارة في الشارع، والتي تصدت لها بكل حزم حتى عرفها الناس أنها لا تجلس في الشارع إلا للعمل.
قد تموت نظرة الرحمة والشفقة عند البعض، فقبل دخول شهر رمضان بيوم واحد، تعرضت فتاة الشاي لعملية سرقة تسببت في تعطلها عن العمل بعدما قام أحد اللصوص بسرقة أدوات عملها، حتى استدانت بعض الأموال لتشتري الأدوات مرة أخرى.
تعرضت لمضايقات وإغراءات
بينما تجلس ابنة محافظة دمياط يوميا على أحد الأرصفة وهي تبيع الشاي، يقابلها بعض الأشخاص الذين يعرضون عليها أعمال منافية للآداب بمقابل مادي يغنيها عن وقفتها في الشارع، إلا أنها كانت في كل مرة ترفض وتتصدى لهم بكل حزم، حتى أن عرفها الناس أنها لا تجلس في الشارع إلا لأكل العيش الحلال.
وفي نهاية حديثها تمنت شيماء أن يصل صوتها للرئيس السيسي وللمسئولين، قائلة: نفسي صوتي يوصل للريس، نفسي في شقة حتى لو أوضه واحده عشان أجيب عيالي معايا وأعلمهم أنا ابني الكبير المفروض كان دخل المدرسة بس مش معايا فلوس ادخله.