جهاز كشف الكذب في الصعيد.. «البشعة» قطعة من النار تتحكم في مصير العائلات.._ فيديو

تقليد غريب يدعي ممثلوه أنه شئ رباني يهبه الله لمن يشاء من عباده، تستخدم بشكل كبير في محافظات الصعيد، حيث لا صوت يعلو فوق صوت العُرف الذي وضعه كبار القبائل منذ مئات السنين، حيث تظهر لفض المنازعات الغامضة لمعرفة المتورط،  "فبلحسة" واحدة منها قد تغير مستقبل فاعلها، وهي عبارة عن قطعة معدنية، تشبه في مظهرها الملعقة الكبير، توضع على النار الملتهبة حتى يحمر شكلها من شدة النار، ثم توضع على لسان المتهمين لتحديد الجاني.

تحيا مصر

يجتمع الخصوم في مجلس عند شخص يقال له المبشّع ويقوم بإحماء "المحماس" وتجهيز زجاجة ماء أمامها، لكي يقوم "المتهم" بلعقها بلسانه قبل أن يشرب القليل من الماء.

ولمعرفة السر وراء هذا الإعتقاد الغامض، قدم موقع "تحيا مصر" بثاً مباشراً مع "المُبشع" خليفة أبو عسل، ابن محافظة المنيا، الذي قال «أنا من أبناء مدينة ملوى، توارثت البشعة من أبي الذي توارثها من جده، فأعمل في تلك المهنة منذ ما يزيد عن 35 عاما».

"البشعة" جاء تسميتها بسبب بشاعة الموقف، فما هي إلا لحظات قد تحدد مصيرك القادم إما أن تعيش برئ أو تعيش طيلة حياتك مذنبا، وهي عبارة عن قطعة حديدة توضع على النار إلى أن يصبح لونها أحمر مثل النار، ولا يقل سمكها عن 5 سم، ويتبشع المتهم من جانبيها، ومن مواصفات المبُشع أن يكون عنده إلهام وبُعد نظر وثقة في الله وفي نفسه، كي يستطيع تحديد الجاني قبل البشعة.

تخفيف العبء عن الشرطة

يقول المُشع خليفة أبو عسل، إن البَشْعة تعد نوعا من أنواع المساعدة لكشف المتهم، وزعم أنها محاولة لتخفيف العبء عن كاهل الشرطة، فيوجد العديد من الأسر لا تحب اللجوء إلى الشرطة لخصوصية الموقف.

والد يتهم أبنائه بالسرقة ولا يريد الذهاب إلى الشرطة

وتحدث عن إحدى هذه الخصوصيات، قائلًا: على سبيل المثال، جاءني رجل يتهم أبناءه وزوجته بأن هناك مبلغا ماليا كبيرا فقده خلال تواجد هذا المبلغ بالمنزل، الأب هنا لا يحبذ اللجوء إلى الشرطة لحساسية الموقف، وبالفعل وبعد أن قمنا لنصب البَشْعة، خاف الشاب من منظر البَشْعة وهي كالجمر واعترف بأنه قام بالسرقة، ولدينا العديد والعديد من الأسرار لا نستطيع أن نفصح عنها.

قراءات لا يعرفها إلا المُبشِّع

يؤكد المُبشع خليفة، لا يستطيع أي شخص أن يعمل جلسة بالبَشْعة، لأنها تحتاج إلى قراءات خاصة لا يعرفها إلا المُبشِّع، ولكن في النهاية تكون ثقتك في الله وحده وليس في البشعة، لأنه هو الذي يستطيع أن ينجي شخص برئ، أو يأذي ويظهر شخص صمم على كذبه».

أبشع وأظهر لسانك

يضرم المبشع نارا، ويضع فيها كمية كبيرة من الفحم حتى يحمر، ثم يقوم بوضع قطعة حديدية تنتهي بشيء من الحديد على شكل دائري تشبه الملعقة ولكن تتميز بحجمها الكبير على النار.

الجاني ظهر على لسانه بقع

ثم يضعها عم خليفة على لسانه ثلاث مرات ليرى الناس أن النار لا تضر الأبرياء، ثم يقول له: أبشع.. على المتهم قبل أن يبشع ويلحس المتهم ثلاث مرات، بعد ذلك يتناول الرجل الذي بُشع قليلًا من الماء، ويتمضمض به ثم يبصقه، فإذا ظهر على لسانه بقع تدل على أنه احترق أو ظهر أثر للنار فيه فهذا يكون المتهم.

رأي دار الإفتاء في "البشعة"

وصفتها دار الإفتاء أنها ليس لها أصل في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ، وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي.