لم تعش الطفلة " شهد"، 18 سنة، طفولة هادئة مثل بقية الأطفال فى سنها، فمنذ عامين انفصل والدها عن والدتها، وتزوج من امرأة أخرى، لتجد شهد حياة غير التي كانت تعيشها مع والدتها، بمعاملة قاسية من زوجة أبيها، لتترك على أثرها المنزل هربا للبحث عن مكان تجد فيه حنان الأم لكن حظها العسر أوقعها فى يد سيدة استغلتها فى ممارسة الأعمال المنافية للآداب، حتى يشاء القدر وتدخل شهد مستشفى المنصورة، بعد تعرضها لحادث، ويكتشف الأطباء كمية كبيرة من المخدرات بداخل جسمها، ويقوموا بنشر صورها على مواقع التوصل الاجتماعي ليتعرف عليها أهلها.
تحيا مصر
وفي حديثها لـ "تحيا مصر" تقول شهد، كنت أعيش حياة سعيدة عندما كانت أمي معي في بيت أبي، ولكن بعد أن طلقها والدي وتزوج امرأة أخر لم أجد الحب الذي كانت تقدمه أمي لي، ووجدت معاملة قاسية جداً من أهلي وزوجة أبي، حتى أبلغتهم أنني أريد أن أعيش مع والدتي فرفضوا بشدة، وعندما أصريت على الذهاب لها، كبلوني بالحبال وقاموا بضربي.
شهد ضحية الاتجار بالبشر
وتضيف شهد: قررت بعدها الهروب من أهلي دون علمهم وأذهب لأمي في طنطا، ولكني لم أعرف الطريق إليها، جلست في محطة القطار أبكي بشدة، أنتظر من يساعدني، فوجدتني تلك السيدة، وسألتني "انتي بتبكي ليه يا حبيبتي"؟ فما كان لشهد التي تنتظر أي مساعدة من أحد المارة، إلا أن تفتح قلبها وتحكي كل تفاصيل حياتها لتلك السيدة التي تظاهرت بالمرأة الحنون الفعالة للخير، والتي عرضت على شهد أن تبقى مع بناتها تأكل وتلعب وعلى الفور وافقت شهد.
وتستكمل صاحبة الـ 18 سنة: لما كنت في محطة القطر والست الشحاتة قالتلي تعالي معايا فكرت إني أرجع تاني لأهل أبويا بس افتكرت الضرب والإهانة اللي كنت بتعرض ليهم، وقررت إني أروح مع الشحاته اللي جابتلي أكل وخلتني ألعب مع عيالها، وبعدها بقت بتخليني أبيع مناديل وأشحت في الشارع وأيلها الفلوس اللي كنت بلمها".
وعن إدمانها للمخدرات
قالت شهد: كانت أمنا الشحاتة بتشربنا حاجات "صفرا" طعمها غريب ومكناش بنسأل إيه دا لأنها عودتنا إننا نعمل الحاجة اللي تقول عليها من غير منسأل، لحد ما بقينا إحنا نطلب الحاجات دي، وبعد كدا خلتنا نشم بودره ونشرب حشيش، ولما كنا بنتخدر كانت بتدخل علينا الرجالة.
وببكاء شديد تضيف شهد:والله أنا في الاول أنا كنت فاكراها كويسة بس والله عملت معايا كدا كانت بتشربني حاجة صفرا وتقدمني للرجالة متخدرة وفي النهار كانت بتسرحنا بمناديل أبيعها وأشحت وفي آخر اليوم تاخد الفوس اللي جمعتها.
لماذا لم تذهبي لأهلك بعدما عرفتي نية هذه السيدة
أهلي صعايدة وخوفت يقتلوني، لما عملت الحادثة وروحت المستشفى اتواصلت مع أمي وعرفتها، وأمي وقفت جنبي وقالتلي أنا معاكي لحد ما أخدلك حقك.
أم شهد:
وتقول أم شهد الناس وروني صورة بنتي عاملة حادثة ولما روحت المستشفى قالولي الست اللي بتيجي لبنتك مش كويسة، لأن بنتك بتكون بتسرخ وبتخبط في الحيط ، ولما تيجي الست دي بتهدى وتضحك وتبقى كويسة، وتضيف أم شهد : عندما دخلت شهد غرفة العمليات، اكتشف الأطباء كمية المخدرات الموجودة في جسم شهد، عرفنا بعدها أن تلك السيدة هي من ورطت شهد في إدمان المخدرات، وبعدها قررنا استدراجها إلى المنزل لتسليمها للشرطة.
كيف تم استدراج السيدة وتسليمها للشرطة؟
تقول أم شهد: بعد خروجنا من المستشفى اتصلت السيدة الشحاتة بشهد، لتطلب منها الرجوع إليها، أبلغنا شهد أن تطلب منها أن تأتى لتأخذها وتأخذ الذهب الذي سرقته شهد من بيت خالتها، وبالفعل جاءت السيدة واستطعنا أن نمسك بها ونسلمها للشرطة.
وطالبت أم شهد من القضاء بالحكم على هذه السيدة بأقصى عقوبة ممكنة حتى تكون عبرة لغيرها من الذين يتاجرون في البشر.