ترشح مصر والاتحاد الأوروبي لرئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب

 أكدت مصر والاتحاد الأوروبي الترشح لرئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى الذي يعقد فى مارس ٢٠٢٢، وهي الخطوة التي تأتي في إطار حرص مصر على المساهمة في تعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

تحيا مصر

وتأتي مصر كإحدى الدول المؤسسة للمنتدى الذي أنشىء عام ٢٠١١، ويضم في عضويته نحو ٣٠ دولة، ويتعاون بشكل وثيق مع أجهزة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، ويستهدف دعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، كما تعزز القدرات الوطنية.  وتترأس مصر بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي منذ عام ٢٠١٧ مجموعة عمل بناء القدرات لمنطقة شرق إفريقيا في إطار المنتدى. وزير الخارجية سامح شكري، كان قد ترأس يوم الإثنين الماضي الموافق 15 يناير الجاري، جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي المنعقدة عبر الفيديو كونفرانس حول مكافحة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب، وذلك في إطار برنامج عمل الرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن الأفريقي خلال شهر نوفمبر الجاري.

مكافحة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب

السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، من جانبه أوضح إن الوزير شكري أكد في كلمته خلال الجلسة أن تناول مجلس السلم والأمن لموضوع مكافحة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب يأتي متسقًا مع  مخرجات جلسة المجلس المنعقدة على مستوى القمة يوم ٢٧ يناير ٢٠١٨، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أكدت على أهمية إعداد استراتيجيات وطنية لمكافحة الفكر المتطرف والوقاية منه على نحو يأخذ بعين الاعتبار معالجة جذور ظاهرة الإرهاب، بجانب مطالبة الدول الأفريقية باتخاذ التدابير اللازمة لتجفيف منابع تمويل الإرهاب. وزير الخارجية أكد أيضا أن التركيز على البعد الفكري والايديولوجي يمثل أهم محاور المقاربة الشاملة التي تتبناها مصر لمكافحة الإرهاب، حيث لا تقتصر هذه المقاربة على الأبعاد الأمنية فقط بل تشمل أيضًا الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحا أنه من هذا المنطلق جاءت مبادرة السيد رئيس الجمهورية لإصلاح الخطاب الديني على نحو يستجيب لمستجدات العصر ويتوافق مع التعاليم الدينية الصحيحة المعتدلة.

التصدي للعلاقات المتنامية بين تمويل الإرهاب

الوزير شكري قال في كلمته أيضًا مسألة مكافحة تمويل الإرهاب، حيث أكد على ضرورة التعاون بشكل عاجل وجاد بين الدول الأفريقية والمؤسسات الإقليمية والقارية والدولية من أجل التصدي للعلاقات المتنامية بين تمويل الإرهاب ومختلف أشكال الجرائم المالية الأخرى، وذلك في ضوء تزايد قدرة الجماعات الإرهابية على حشد التمويل ونقل الأموال عبر الحدود والتأسيس لعلاقات مع جماعات الجريمة المنظمة. ونوه وزير الخارجية في هذا السياق بتبني مصر لإطار تشريعي وتنظيمي شامل لمكافحة تمويل الإرهاب ساهم في تقويض أنشطة الجماعات الإرهابية بمصر.

تعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة لبناء القدرات البشرية

وقال السفير أحمد حافظ، أن وزير الخارجية حرص كذلك في كلمته على إبراز الأهمية الكبرى التي توليها مصر للتعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة لبناء القدرات البشرية والمؤسسية في المجالات ذات الصلة، كما أنها لا تألو جهدًا في مشاركة خبراتها لمكافحة الفكر المتطرف، مشيرًا في هذا السياق على سبيل المثال إلى مرصد الأزهر الشريف لمكافحة الفكر المتطرف بجانب وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تقدم دعمًا فنيًا للأجهزة المناظرة لها بالدول الأفريقية لوقف عمليات تمويل الإرهاب.

تحديات القارة الافريقية

واختتم المتحدث الرسمي بالإشارة إلى تأكيد الوزير شكري على ما تواجهه القارة الأفريقية من تحديات جمة من أجل القضاء على الإرهاب بكافة صوره، داعيًا إلى ضرورة تكثيف تبادل الرؤى والتنسيق المشترك بين الدول الأفريقية ، حيث أن الظواهر العابرة للحدود تتطلب حلولًا جماعية وذلك من أجل بناء أفريقيا آمنة ومستقرة ومزدهرة.