فاطمة طالبة بورسعيدية كفيفة تحقق المستحيل وتصل للعالمية في الجودو ورفع الأثقال
ADVERTISEMENT
" النور مكانه في القلوب....احضن خيوط شمس الغروب...يا تكون قد الحياة...يا تعيش وحيد وسط الدروب" ... كلمات لها معني ولكن من يعرف "فاطمة" واسرتها الصغيرة والدها وشقيقتها الصغرى يستطيع ان يفهم ويشعر بمعناها حيث تجسدت تلك الاحرف في قصة حياة تلك الفتاة البسيطة الهادئة ذات ال ١٩ ربيعا من عمرها.
وفي لقاء مفتوح التقى موقع تحيا مصر من خلال بث مباشر عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مع اسرة فاطمة وتحدثت إلينا عن بطولاتها في لعبتي الجودو ورفع الأثقال ووصولها للعالمية.
فاطمة طالبة بورسعيدية كفيفة تحقق المستحيل وتصل للعالمية في الجودو ورفع الأثقال
ولدت "فاطمة" كفيفة عن أب كفيف وأم مبصرة ، وولدت رقية شقيقتها ذات ال ٧ اعوام كفيفة ايضا، ولكن لم يستسلم الأب الموظف في احدى المؤسسات الحكومية ، للظروف الصعبة وحاول تقبل الأمر ، والبحث في ابنته الكبرى "فاطمة" عن مهاراتها و مواهبها وتنمية قدراتها ، فاستطاع بنور بصيرته وإصراره علي تنشئة وتربية بطلة حتي رفعت اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية الدولية.
وفي هذا الصدد قالت "فاطمة" ل " تحيا مصر" :"ابلغ من العمر ١٩ عاما ادرس في الصف الثاني بكلية التربية قسم التربية الخاصة في جامعة بورسعيد، تفوقت في دراستي وجميع مراحل التعليم حتي اني حصلت علي المركز الاول في الثانوية العامة للمكفوفين، وقررت ان أدرس في هذا القسم حتى أتأهل لدراسة كل ما يختص بأنواع الإعاقة، وأمنيتى أن أصبح إخصائية اجتماعية لمساعدة كل من لديه مشكلة، ليس من ذوى الهمم فقط بل كل الناس.
بداية ممارستها الرياضة
وأضافت "فاطمة" :" بدأت في ممارسة الرياضة بلعبة الجودو في عام ٢٠١٧م، لاني احببتها وحققت فيها بطولة الجمهورية، و عقب نجاحي في الجودو عرض علي ممارسة رياضة رفع الاثقال ، وحققت فيها بطولات كثيرة، وحصلت على ثانى ناشئة عالم وثالث كبار عالم وأول إفريقيا ناشئة وأول إفريقيا كبار، وحصدت ذهبية مع منتخب جامعة بورسعيد فى المسابقة البارالمبية للجامعات المصرية".
الاب الداعم
وتابعت فاطمة :" وجدت كل الدعم من أبي رغم تخوفه في البداية عندما عرض علي رفع الاثقال ، ولكنه دائما ما يدعمني ويقف معي ويحضر كل التمرينات والبطولات ويشد من ازري، فاستطعت بفضله ، الخروج من حالة الانطواء التى كانت تنتابنى من وقت لآخر فقد كنت أخشى مواجهة الناس بإعاقتى، والآن أنا فخورة بما وصلت إليه وما حققته من إنجازات وبطولات عالمية وإفريقية ومحلية.
قادرون بإختلاف
وأشارت فاطمة الى انها تتمني ان تشارك في "قادرون بإختلاف" العام القادم، و ان تلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة :"شرف لي ان اسلم عليه واقابله ".
بطولة عالمية
وأعربت عن سعادتها البالغة حينما مثلت مصر ورفعت اسم وطنها عاليا علي مستوى العالم ولا حققته من بطولات، مؤكدة علي استمرارها في الاجتهاد حتي تصل الي تحقيق احلامها وحلم والديها.
حققت المستحيل
اما والدها " محمد علي النجار" .. ان ابنته فاطمة رغم إعاقتها البصرية ، حققت المستحيل ، فقبل ممارستها للالعاب الرياضية كانت منعزلة لا ترغب في الخروج من المنزل ولا تحب الاختلاط بالناس، ولكنني حاولت معها فتفوقت دراسيا، وعندما حصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة وكانت الأولى على المكفوفين ببورسعيد والتحقت بكلية التربية شعرت بأن أحلامى بدأت تتحقق وأن ابنتى وضعت قدميها على بداية الطريق".
مشوار البطولة
وأضاف "والد فاطمة"، علمت ان لعبة الجودو من الرياضات الجميلة ووجدت ابنتي ترغب في ممارستها وفوجئت بتفوقها فيها وحصولها علي العديد من الميداليات الفضية وغيرها ، وعلي بطولة الجمهورية، ولما عرض عليها ممارسة رفع الاثقال اعترضت في البداية خوفا علي ابنتي من ان تصبح مفتولة العضلات وهذا غير مقبول بالنسبة لفتاة، ولكنني وافقت لرغبتها وتلبيتها للنداء حيث انضمت الي منتخب مصر في الالعاب البرالمبية عام ٢٠١٩ في الجودو ولكن حدث خطأ إداري فلم تستطيع حتي الان الانضمام لمنتخب مصر في رفع الاثقال.
صعوبات الحياة
وعن الصعوبات التي واجهتهم خلال رحلة فاطمة وإعدادها لتصل لبطولة الجمهورية وافريقيا والعالم أوضح والد فاطمة، انها لم تستطيع اللعب في عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة فيروس كورونا وفي ٢٠٢١ بسبب امتحانات الثانوية العامة، وبالطبع مشروع اعداد بطل يعد امر صعب ولكن هناك صعوبات نستطيع تخطيها واخرى لا.
واشار والد فاطمة ، الي انه يتمني ان ينظر لها منتخب مصر ويضمها بين صفوفه وان تمثل مصر في البطولة القادمة ان شاء الله ، واطلب من الرئيس السيسي ان تنضم فاطمة لقادرون بإختلاف لانها ما زال امامها الكثير لتحققه وشرف لنا مقابلته .
وأضاف ": الحمد لله نجحت فاطمة فى الاختبار الصعب وعندما تألقت فى البطولات الرياضية لم أتركها وكنت أذهب إليها ومعى والدتها ونشجعها ودائما معها فى جميع البطولات وسأظل أدعمها حتى تستكمل مشوار البطولة، وسأدعم رقية شقبقتها الصغرى ايضا لتصل الي ما وصلت اليه فاطمة، فيما ترغب ممارسته منوالرياضة فانا ارى نها المجال الاكثر اهمية بالتسبة لذوي القدرات الخاصة لتحقيق ذاتهم وشخصيتهم من خلالها.
ووجه والد فاطمة الشكر إلى ناصر عبد اللطيف الذى كان داعما لابنتى باستمرار، والكابتن محمد تمام مدرب منتخب الجامعة والمدير الفنى لنادى التثقيف الفكرى وأتقدم بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على اهتمامه بذوى القدرات الخاصة.
شقيقتها الصغرى
وخلال حوارنا معها قالت "رقية" شقيقة فاطمة الصغرى :" اتمني ان امترس رياضة الشباحة واحقق فيها البطولات واصبح مثل فاطمة واتفوق في دراستي".
والدتها
اما والدة فاطمة ، فقالت ل "تحيا مصر" :" المشوار كان صعب وواجهت الكثير لتصل ابنتي الي هذه المكانة وتحقق تلك النجاحات ولكنني اتمني لها التفوق والتوفيق الدائم في كل مناحي حياتها ".