عاجل
الأربعاء 06 نوفمبر 2024 الموافق 04 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بمشاركة ثقافية متنوعة... مؤسسة ريجويس الخيرية تعقد ندوة عن تحديات المجتمع المدني الإفريقي و آفاق المستقبل

تحيا مصر

نظمت مؤسًسة ريجويس جي جي الخيرية ندوة ثقافية توعوية بعنوان: تحديات المجتمع المدنى الإفريقي و آفاق المستقبل، وذلك في ظل حالة الاهتمام الكبيرة التي تشهدها القارة الأفريقية بالمجتمع المدني والعمل على مواجهة التحديات التي تواجهه، وقد حضر الندوة عدد من الباحثين والمتخصصين في الشأن الافريقي والعاملين والمهتمين بالمجتمع المدني.

 تحيا مصر

طبيعة المجتمع المدني الأفريقي

 حيث بدأت الندوة بحديث الاستاذة إيمان الشعراوي الباحثة المتخصصة في الشأن الافريقي، والمهتمة بمجال المجتمع المدني والذي أكدت أنه دائما ما تضفي القارة الافريقية نوع من الخصوصية على أي شيء يحدث بها ، خاصة ان الدول والمجتمعات الافريقية عانت على مدار سنوات من الاستعمار واستغلال اراضيها وكافحت على مدار هذه السنوات من أجل الحصول على الاستقلال واستعادة سيادتها على أراضيها.

وأضافت الشعراوي، أنه على الرغم من أن بعض الحكومات في الدول الافريقية تضع العراقيل امام ممارسة المجتمع المدني دوره في خدمة المجتمع والبعض الاخر يتخوف من فكرة وجود مجتمع مدني قوي على اعتبار انه منافس له وليس مكمل لدوره، ولكن من الخطأ أن اقتصار التحديات التي تواجه المجتمع المدني على ذلك الأمر فقط، موضحة أن هناك تحديات أخرى متعلقة  بالشعوب الافريقية من أنه لا يزال مصطلح المجتمع المدني يواجه مشكلة استيعابية من قبل المواطنين أنفسهم الذين لا يدركون أهميته في التعبير عنه ، فضلًا عن انعدام ثقافة التطوع لدى الشباب في مؤسسات المجتمع المدني.

وأشارت الشعراوي، إلى تحديات اخرى متعلقة بمنظمات المجتمع المدني نفسها، وذلك من عدم تنمية الموارد الذاتية للمنظمات لحل أزمة ضعف الإمكانيات، فضلًا عن الافتقار لكوادر مدربة تستطيع التعامل مع المواطنين، بالأضافة إلى أن بعض المنظمات في أفريقيا تكون على اساس إثني وقبلي، مؤكدة أن هناك تحديات أخرى تتعلق بالاعلام واتهام منظمات المجتمع المدني بالخيانة وتلقي تمويلات من الخارج للإضرار بمصالح الدول الأفريقية.

 

 

 

 

توسيع نطاق المجتمع المدني الأفريقي

ومن جانبها أكدت الدكتورة  هبة البشبيشي،  المهتمة بالشأن الإفريقي و المحللة السياسيّة، أن هناك ضرورة كبيرة في مسألة متعلقة بمفهوم المجتمع المدني و عدم  اقتصار دوره على المنظمات العاملة في المجال الخيري فقط، موضحة أن المجتمع المدني قطاع عريضة و جزء أساسي في مشروع التنمية الفكرية و نمو بالانسان من خلال إطلاق مشروعات تنموية تنويريّة.

وشددت البشبيشي، علي ضرورة توسيع نطاق المجتمع المدني الإفريقي حتي تستهدف القضايا الأساسية منها مشروع الديمقراطية و التنمية الاجتماعية و الثقافية،  لأن العملية العقلية جزء حيويّ و ضروري في نشاط المجتمع المدني؛  كما تطرقت د.  هبة محمد البيشبيشي علي أهمية إبراز  الدور الريادي و النهضوي الذي يقوم به  المجتمع المدني في عدد من الدول الإفريقية مناشدةً المجتمع المدني الإفريقي علي خلق تكتلات إقليمية إفريقية في قطاع المجتمع المدني و بناء مشروعات مشتركة في كافة الأصعدة لبناء آفاق مستقبلية مشرق تسود الوعي و النهضوية و الريادية في قطاع المجتمع المدني الإفريقي.  

 

 

تعاون مؤسسات المجتمع المدني الافريقي 

و في سياق متصل أوضح الأستاذ هاني إبراهيم الممثل للمجموعة البنك الإفريقي للتنمية شمال إفريقيا و مهتم بقضايا المجتمع المدني الإفريقي، أن المجتمع المدني يمكن تعريفه على إنه عدد من المؤسسات المدنية المستقلّة من النقابات العمالية و التوعوية و الجمعيات الخيرية  والتنويرية، مشددًا على ضرورة عدم قصر المجتمع المدني على المنظمات الحقوقية أو الجمعيات الأهلية.

 وشدد هاني إبراهيم علي أهمية تفعيل القطاع المدني الإفريقي للتنمية الدول الإفريقية و حدوث حراك مدني فعال وواقعي يهدف إلى إبرز دور المجتمع المدني الإفريقي و خلق جسر التواصل و التضامن بينهما لتصحيح صورة المجتمع المدني الإفريقي المشوهة حيال الممارسات التعسفية ضد العاملين فيها  لأن المجتمع المدني عنصر حيويّ في مشروع التنمية المستدامة وبدونه لن تحقق نهضة وتقدم الدول الأفريقية.

 

 

 

 

صعوبة وضع تعريف محدد للمجتمع المدني

و علي هامش الندوة أكد الباحث المتخصص في الدراسات الحراك الديمقراطي، الأستاذ عبد الناصر قنديل أنه مازال هناك صعوبة في وضع تعريف دقيق للمجتمع المدني متحدثاً إن كل الأزمات المتكررة التي تواجه المجتمع المدني ناتجةً عن غياب أرضية خصبة تساعدها علي مزاولة دورها الريادي،  لذلك يتطلب من المنظمات و كافة المؤسسات العمالية و النقابية و الخيرية ان تقوم بدورها المنوط به.

 وأضاف قنديل، أن المجتمع المدني في إفريقيا نجح في إطار العمل الخيري الإنساني،  لكنه يواجه تحديات في توفير مشروعات تمكين الشباب و توجيه الحراك الديمقراطي،  و النقطة الجوهرية الذي يمثل عائق و معضلة أمام المجتمع المدني الإفريقي هي غياب التعاون بين المؤسسات المدنية الإفريقية  خاصة فيما يتعلق بإطلاق مبادرات مشتركة،  كما ساهمت هذا الانفرادية علي عدم القيام ببرامج و فعاليات تسهم في الحفاظ علي العلاقات التاريخية بين الشعوب الإفريقية،  و تجدر الإشارة بأنه لا  يمكن إخماد جذور العلاقات  الطيبة بين الشعوب مهما تفاقمت الصراعات السياسية.

 

 

الفشل في إدارة التعددية الاثنية أحد معوقات المجتمع المدني

استهل باحث الدكتوراه في العلوم السياسية تيكواج فيتر في الندوة قضية المجتمع المدني الإفريقي في زوايا عدة و علي الوجه الخصوص في الخصوصية الإفريقية،  لأنه يرى أن المجتمع المدني هي واحدة من أدوات النهضة الإفريقية من خلال مشروعاتها التنويرية  ولا يمكن أن تنهض إفريقيا في ظل غياب دور المجتمع المدني،  لذلك يتطلب من الباحثين و الباحثات في قطاع المجتمع المدني أن تقوم ببناء مجتمع مدني قويّ و متحرر.

 كما تطرق تيكواج إلى جزئية التركيب الإثني في بعض البلدان الإفريقي و جمهورية جنوب  السودان  نموذجاً بأنها أحد معوقات التي تقف أمام التحول الاجتماعي و إبراز دور المجتمع المدني الإفريقي متحدثاً أن  واقع جمهورية جنوب السودان و حركة المجتمع المدني التي باتت مقيدة مناشداً علي أهمية جعلها تقوم بدورها الإفريقي الريادي في جميع الدوائر و الاصعدة و خاصة مواجهة الجهات و الضغط بهدف تلبية متطلبات المواطنين لانها تمثل جماعات الضغط  لأن المجتمع المدني هي ملجأ و صوتاً لكل المهمشين و المظلومين.

 

 

الاحزاب في بعض الدول تفرض سيطرتها على المجتمع المدني

أما الأستاذ أتو عامر  أكد أن المجتمع المدني كائن حيويّ داخل الدولة و المحرك الأساسي للمجتمع في كل المجالات العلوم الإنسانية،  لذلك فأن غياب  دور المجتمع المدني في الدول الإفريقية يعيق تقدم الدول الأفريقية ومساعداتها على حل الأزمات الجوهرية التي تعاني منها منذ سنوات، موضحًا أنه في بعض الدول الأفريقية جنوب الصحراء  تفرض الأحزاب السياسية سطوتها علي منظمات المجتمع المدني و تستخدمه في تحقيق الغايات و  الأغراض السياسية و أن يكون حاضنة لهم،  مشدداً علي ضرورة تحرير المجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية عبر المشروعات الهادفة والنهوض بدورها الإفريقي عبر تبادل الخبرات،  و قيامها بدور تعريف الشعوب علي بعضها،  و إقامة اتحادات إقليمية قويّة بين المنظمات المجتمع المدني في إطار نقل الخبرات و إطلاق مشاريع مشتركة،  حيث اختتم حديثه بأن عملية البناء و النهوض لمنظومة المجتمع المدني الإفريقي يأتي عندما تكون هناك تضامن و تجاوز الحدود الجغرافية حتي تكون لهذه المنظمات حدود واسعة تساعدها علي بناء إنسان لها انتماء وجداني إفريقي.

 

 

إضفاء الخصوصية الأفريقية على المجتمع المدني

في الختام تقدم مدير منظمة ريجويس جي جي الخيرية الصحفي، رمضان أجاك أيانق بخالص الشكر لمتحدثات الباحثة إيمان الشعراوي و الدكتورة هبة محمد البيشبيشي و كافة المتحدثين و المشاركين من نخبة المجتمع المدني الإفريقي داعيًا الأشقاء الافارقة العاملين في قطاع المجتمع العمل في حاضنة موحدة و ضرورة إقامة علاقات تبادلية للمساهمة في توصيل رسالة المجتمع لأن منطقتنا بحاجة لخبرات و فتح آفاق جديدة عبر التحالفات الجماعية  و إتحادات تريد تطوير و الارتقاء بالمجتمع المدني الإفريقي في كافة الجوانب الحيويّة لأنه لا يمكن تجاوز التحديات التي تواجه المجتمع المدني الإفريقي إلا من خلال التعاون بين هذه المؤسسات و توسيع النطاق الجغرافي بهدف بناء الإنسان الإفريقي و غرس مفهوم المجتمع المدني الإفريقي متماشياً مع الخصوصية الإفريقي و تخاطب ظروفنا الداخلية لتحقيق الغايات المرجوّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي