الخرطوم على شفير الهاوية: هل ينجح الجيش في استعادة السيطرة أم أن التدمير سيستمر؟

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، منذ عدة أيام، تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا في ظل حالة من الكرّ والفرّ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الوضع الميداني يزداد غموضًا، وسط تقارير تتحدث عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا، مما يهدد بتصاعد العنف وتفاقم الوضع الإنساني في المدينة.
الاشتباكات العنيفة: تزايد الحدة والدمار
بحسب شهود عيان، تواصلت الاشتباكات العنيفة في مناطق شرق ووسط الخرطوم، حيث تزايدت حدة القتال في عدة محاور. وتؤكد التقارير الميدانية أن قوات الجيش السوداني تواصل محاولاتها لاستعادة السيطرة على أجزاء من العاصمة، بينما تظل قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق استراتيجية، لا سيما في غرب الخرطوم.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت سابق استعادة السيطرة على القصر المطل على النيل الأزرق، والذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
إلا أن قوات الدعم السريع نفت هذه الادعاءات، وأكدت في بيان لها أن المعارك لا تزال مستمرة. وبذلك، يبقى الوضع الميداني غير واضح، مع تضارب التصريحات حول السيطرة على الأرض.
استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا: هل بدأ الجيش السوداني بتصعيد قاسي؟
في تطور جديد يزيد من تعقيد الوضع، أفادت بعض التقارير أن الجيش السوداني قد استخدم أسلحة محرمة دوليًا في القتال ضد قوات الدعم السريع.
وتحدثت تقارير عن تهديدات من منصات تابعة للجيش باستخدام غاز الخردل والأسلحة الكيماوية في محاربة قوات الدعم السريع في الأنفاق والمناطق التي تتمركز فيها. هذا التهديد يتزامن مع تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" والذي أفاد باستخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيماوية في معارك سابقة في البلاد.
إذا صحت هذه الأنباء، فإن استخدام هذه الأسلحة قد يزيد من تعقيد الوضع الدولي ويضع السودان في مواجهة مع المجتمع الدولي، الذي يراقب عن كثب تطورات النزاع.
الوضع الإنساني: هل يمكن إنقاذ المدنيين من ويلات الحرب؟
وفيما يزداد الوضع العسكري تعقيدًا، تتصاعد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية في الخرطوم.
فقد أكدت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير أن الأطراف المتحاربة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قصف الطيران الحربي الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين.
كما أشار التقرير إلى أن القصف قد دمر أجزاء كبيرة من المدينة، بما في ذلك معالم رئيسية في الخرطوم، مما يعمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان.
هل ستكون الخرطوم قادرة على الصمود أمام هذا التصعيد؟
مع تصاعد العنف واستمرار المعارك في شوارع الخرطوم، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على العاصمة أم أن التدمير سيستمر؟ وهل ستتمكن الأطراف الدولية من فرض تهدئة قبل أن يصل الوضع إلى نقطة اللاعودة؟