عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مسجد باصونه.. من قلب سوهاج وصل للعالمية وفاز بجائزة«عبداللطيف الفوزان» لعمارة المساجد .. فيديو وصور

تحيا مصر

نجحت مصر في اقتناص جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد في دورتها الثالثة عن طريق مسجد باصونه التابع لمركز المراغة شمال محافظة سوهاج ويرصد تحيا مصر التفاصيل.

 

 

جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد هي جائزة دولية، تم تأسيسها عام ٢٠١١ م، تهتم بالجوانب العمرانية والمعمارية والتقنية للمساجد وتساهم في تطوير فن عمارة المساجد والاهتمام ببيوت الله، وجمالها و إعادة الدور الحضاري ليها كمراكز للإبداع والتنوير، و بتعرف الناس بالنماذج المتميزة من تصميمات المساجد.

 

 

يتم التسابق على الجائزة كل 3 سنوات، ومقرها المملكة العربية السعودية، واللي أطلق الجائزة وتبناها الشيخ عبد اللطيف احمد الفوزان، وخصص ليها 60 مليون ريال سعودي،  لضمان استمرارها وتمويلها، وبيتم منح الجائزة للمكتب الهندسي صاحب تصميم المشروع الفائز.

 

مسجد باصونة الفائز بجائزة عبدالله الفوزان

الجائزة حتى الان تم فيها 3 دورات، في الدورة الاولى للجائزة كان الحفل الختامي ليها 2014 اشترك فيها 36 مشروع وكانت مقتصر على المملكة العربية السعودية وفاز منهم 4 مشاريع تم منحهم كل مشروع نصف مليون ريال سعودي.

 

 

في الدورة الثانية كان الحفل الختامي ليها 2017 اتسعت وقتها واشترك فيها كل دول الخليج ولم تقتصر على السعودية، وتقدم  فيها 122 مسجد لنيل الجائزة، تم التصفية بينهم الى 13 مسجد من 5 دول، وفاز بالدورة 3 مساجد تقاسموا ما بينهم مبلغ 2 مليون ريال سعودي.

 
 

مسجد باصونة الفائز بجائزة عبدالله الفوزان الدورة الثالثة

الدورة الثالثة التي اقيم الحفل الختامي لها منذ ايام قليلة 2021، وكانت على مستوى الدول الاسلامية، واشترك فيها 201 مسجد من 43 دولة في 3 قارات، تم تصفيتهم الى 27 مسجد، وتم منح الجائزة لـ7 مساجد من 7 دول مختلفة كان من بينهم مسجد باصونة بقرية باصونه بمركز المراغة شمال سوهاج، وباقي المساجد الـ6 كانوا من السعودية وبنغلاديش واندونيسيا وتركيا، ولبنان ومالي.

 

 

المهندس المعماري وليد عرفة، مؤسس دار عرفة للعمارة، هوة اللي صمم مسجد باصونه، واستغرق التصميم 6 شهور وعملية البناء سنتين، اشترك فيها 30 عامل.

يذكر أن مسجد باصونه القديم الذي كان قبل هذا الطراز المعماري الحديث،  تم أنشاءه من اكثر من 70 عام، كان على مساحة 140 متر، وموقعه بجوار المقابر لذلك كان اهمية كبيرة في القرية بيتم صلاة الجنازة على الموتى فيه.

 

 

مسجد باصونه القديم، تم هدمة نتيجة عوامل التعرية والسيول اللتي أثرت علية، الاهالي ناشدوا العالم الدكتور أسامة الازهري، المستشار الديني للرئيس، بحكم انه ابن القرية، وبالفعل قام بدورة وتواصل مع صديقة المهندس وليد عرفة، خريج هندسة عين شمس 2001، وكان عرفة كان وقتها في لندن يدرس دبلوم الدراسات العليا عن "المساجد التاريخية في بريطانيا".

 

 

عاد المهندس وليد عرفة لمصر، في 8 يونيو 2014، في رحلة قصيرة 3 ايام فقط، كي يعاين على الطبيعة مسجد باصونة القديم، ونزل مطار القاهرة الى مطار الأقصر، ثم استقل سيارة الى سوهاج قرية باصونه، وقد وصل القرية الساعة الـ 10 صباحا، عاين عرفة الموقع ورجع الى مطار القاهرة الساعة 11 مساءا، ومنها على لندن يستكمل دراساته ومحاضراته.

مسجد باصونة

كتب عرفة تقرير من قلب لندن للدكتور اسامة الازهري أكد أن المبنى لا يصلح للترميم ولا قيمة تاريخية له والافضل حل المشكلة من جذورها والهدم واعادة البناء.

 

 

فكر عرفة في انشاء مسجد يوائم ويتناسب مع الطبيعة المحيطة، ويطبق ما اكتسبه من علم ومعرفة في هذا المشروع، تم تصميم المسجد بطريقة راعي فيها اشعه الشمس والرياح، وكانت القبة اعلى صحن المسجد على ارتفاع شاهق وقطرها 6 امتار، والابواب كانت على الطراز المملوكي القديم.

لم يستخدم عرفة الطوب الاحمر او الابيض في البناء ولكن طوب محلي في البناء" طوبة مصرية رمل خفيف "غير شائه الانتشار، ومميزات هذا الطوب انه عازل للصوت وسهل التشكيل ومقاوم للحريق، واستخدمه عرفه  في 2005 في بناء منزل أسرته الخاص.

 

 

الشكل الخارجي للمسجد استخدم فيه الحجر الهاشمي وهو رملي جيري يتحمل اشعه الشمس والاتربة ويناسب طبيعة المكان ومتلائم مع المنازل والبيئة المحيطة بالمسجد.

 المسجد لا يوجد به نوافذ جانبية الا واحد من ناحية المقابر وطولية قليلة العرض، حتى يقلل الاتربة والهواء الملوث، ورسالة للتواصل الراسي مع الله، واستبدل النوافذ بفتحات في الأعلى، وتم عمل مكان مخصص للصلاة للسيدات مع مراعاة العادات والتقاليد في هذا الامر.

 

الطريف في الامر انه كان بجوار المسجد منزل لسيدة فقيرة، به غرفة تقترب من المسجد وتشوه منظرة، السيدة تبرعت بالغرفة لبيت الله وهى في قمة السعادة، وكان ايضا امام المسجد سيدة فقي تقوم ببيع الجرجير، كانت تقوم بشراء عصير القصب شبة يوميا لـ 30 عامل، وهذا كان باعث للفرحة والسعادة على المهندس وكل العمال بالمشروع.

تابع موقع تحيا مصر علي