تحديات المجتمع المدني الأفريقي.. في مقال للباحثة إيمان الشعراوي بموقع تنسيقية شباب الأحزاب
ADVERTISEMENT
نشر موقع مقالات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين مقال عن المجتمع المدني الأفريقي حيث جاء المقال الذي حمل عنوان " تحديات المجتمع المدني الأفريقي" بقلم إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي.
الباحثة إيمان الشعراوي: مفهوم المجتمع المدني الأفريقي من أكثر المفاهيم المثيرة للجدل في أفريقيا
وقالت الباحثة إيمان الشعراوي في مقالها أنه يعتبر مفهوم المجتمع المدني الأفريقي من أكثر المفاهيم إثارة للجدل في الأوساط الثقافية والسياسية الإفريقية، فبين من يراه أنه نتاج حضارة غريبة خالصة، يعتقد الآخرون أن إفريقيا وُجد بها المجتمع المدني منذ عقود، وكان له دور بارز في مواجهة استعمار الدول الإفريقية من قبل الدول الغربية، إلا أنه مع ذلك هناك إجماع أن العناصر المشتركة في خطاب المجتمع المدني الإفريقي تتمثل في نقد هيمنة الدولة على الحياة العامة، وتفضيل الإصلاح على الثورة، وتبني استراتيجية التغيير السياسي على أساس المفاوضات والانتخابات.
الباحثة إيمان الشعراوي: صعوبات قيام مجتمع مدني فعال تتمثل في ضعف الامكانات وقلة الموارد
وأكدت الشعراوي، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه قيام مجتمع مدني فاعل تتمثل في الافتقار إلى الموارد وضعف الإمكانات المالية بالشكل الذي يعرقل قيامه بدور فعال في خدمة الدول الإفريقية، ولعل أبرز مثال على تلك المراكز البحثية المتخصصة التي تعاني من ضعف التمويل وذلك على الرغم من أهميتها في عمليات صنع القرار وتقديم الدراسات البحثية المتخصصة في قضايا محورية بشكل علمي، وإساءة استخدام مفهوم المجتمع المدني من قبل البعض لأغراض سياسية والتدخل في شؤون الدول الإفريقية، وممارسة العمل السياسي الذي يتنافى مع طبيعة المجتمع المدني.
وعن البنية القانونية والتشريعية، أكدت الشعراوي، أنه تحتاج إلى تعديل بما يسهل عمل منظمات المجتمع المدني وإنشائها بمجرد الإخطار ويمنع حلها بقرار إداري من السلطة التنفيذية، ويكون ذلك خاضع لسلطة القضاء، ويكمن التحدي الأكبر في أن بعض المنظمات تُعتبر لافتات على مقرات دون نشاط وعمل حقيقي، وعدم وضوح الرؤية ووجود خارطة للأولويات التنموية تتحرك طبقها، مع تغليب فكرة جمع التبرعات وإنفاقها في شكل هبات وعطايا لا تغير من واقع الفقراء بل تكون سببا أحيانا في احترافهم للتسول والعزوف عن العمل.
مصادر تمويل منظمات المجتمع المدني وتأثيره على دورها واستقلاليتها
أضافت إيمان الشعراوي، أن التمويل الأجنبي الذي تتلقاه بعض منظمات المجتمع المدني في كثير من الأحيان يفقدها استقلاليتها تجاه الدولة من جهة، وتجاه سياسات الدول أو المنظمات المانحة من جهة أخري، ولا يزال مصطلح المجتمع المدني يواجه مشكلة استيعابية سواء من قبل المواطنين أنفسهم الذين لا يدركون أهميته في التعبير عنهم، وبين السلطة الحاكمة التي تتعامل معه على أنه كيان شكلي لا ينبغي أن يمارس دورا كبيرا، فضلًا عن وجود تداخل بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الهياكل الإدارية الرسمية، ففي بعض الدول الإفريقية هناك مسئولون كالوزراء وفي نفس الوقت جزء من المجتمع المدني، كما تعاني بعض منظمات المجتمع المدني من الفساد والمحسوبية.
واختتمت الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، بالتأكيد على أنه يظل المجتمع المدني في أفريقيا ومساهمته في ترسيخ الديمقراطية ضعيفًا على الرغم من الحيوية التي يروج لها كثيرًا للحياة النقابية الإفريقية، كما أن شبكات الاتحادات لا تؤدي إلى إنشاء مجتمعات مدنية كثيفة ومترابطة، لذلك يمكن القول إن المجتمع المدني الأفريقي أكثر تجذرًا وتمثيلًا للمجتمع الأفريقي ككل ولكنه أقل ديمقراطية داخليًا وأقل احتمالًا لدعم الديمقراطية الليبرالية الغربية، ويجب التأكيد على أن وجود مجتمع مدني حقيقي ، مستقل عن الدولة، وقائم على مفاهيم الحضارة والتسامح والإصلاح، سيؤدي إلى اندماج كامل على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والقارية.