ماكرون في العراق لتعزيز موقعه على الساحة الدولية
ADVERTISEMENT
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة للمشاركة ظهر اليوم السبت في بغداد إلى جانب عدد من قادة المنطقة في مؤتمر "التعاون والشراكة" الإقليمي. ومن المرجح أن يلقي الوضع الأفغاني بثقله على محادثاته جراء التطورات الأخيرة، ودخول تنظيم "الدولة الإسلامية" كطرف في المعادلة الأفغانية. وأكد ماكرون أن التنظيم "لايزال يشكل تهديدا"، فيما أشاد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بكون "العراق وفرنسا شريكين أساسيين في الحرب ضد الإرهاب".
ماكرون يريد تعزيز موقعه على الساحة الدولية
قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي لم يعلن بعد ترشحه رسميا لها، يريد الرئيس الفرنسي على الأرجح من خلال زيارته التي تستمر يومين، أن يعزز موقعه على الخريطة الدولية.
وقال مستشار في قصر الإليزيه إن ماكرون يريد أن يثبت أن فرنسا لا تزال تحتفظ بدور في المنطقة وتواصل مكافحة الإرهاب، وتدعم جهود العراق "هذا البلد المحوري (...) والأساسي، في تحقيق استقرار الشرق الأوسط".
وسيزور ماكرون الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كان ينظر إليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإسلامي المتطرف على أجزاء واسعة من سوريا والعراق. وتجري الزيارة وسط ترتيبات أمنية مشددة.
ويقول المسئول الفرنسي "كما في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بمحيطنا وبأمننا الوطني. فرنسا عازمة على مواصلة هذا القتال في العراق وخارجه لتفادي عودة لا تزال ممكنة لتنظيم الدولة الإسلامية".
وتسهم باريس بنحو 600 عسكري في إطار التحالف الدولي في العراق.
بغداد: "محرك" للمحادثات بين إيران والسعودية
وعلى ذات المنوال، يأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث "القضايا الخلافية" في المنطقة، لكنها تسعى من خلاله إلى "نزع فتيل التوتر" بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 2016، وفق ما ذكر مستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
واستضافت بغداد في الأشهر الأخيرة لقاءات مغلقة بين ممثلين عن القوتين الإقليميتين، ومن المقرر أن يمثل البلدين وزيرا خارجيتهما في المؤتمر الذي سيضم أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني. ودعي أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركة، لكن لم يتأكد حضوره بعد. كما تلقت كل من قطر والإمارات والكويت دعوات للمشاركة.
العلاقات بين بغداد وطهران
وستكون علاقة العراق مع جارته الكبرى إيران مطروحة للنقاش في المؤتمر. فهي تمارس نفوذا على عدد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي العراقي الذي تأسس في العام 2014 لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبات مذاك جزءا من القوات الأمنية الرسمية، لكن يُتهم بأنه يقف خلف اغتيال وخطف عدد من الناشطين المناهضين للنظام.
وفي بلد لا يزال يعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية تنعكس في صورة نسبة بطالة مرتفعة ونقصًا في الطاقة والكهرباء وحاجة إلى استثمارات في مجالات عدة، لا سيما البنى التحتية التي أنهكتها عقود من الحروب.
وأشار وكيل وزارة الداخلية نزار الخير الله في مؤتمر صحفي عقده أخيرا، إلى أن المؤتمر سيتناول قضايا "التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء والأشقاء".