عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب عمرو عزت حجاج يكتب لـ تحيا مصر: أعتذر للسيد الرئيس

تحيا مصر

تُثير قضية تجديد الخطاب الدينى الكثير من الحساسيات، فبمجرد أن تُذكر هذه المقولة  تتصاعد نغمات الموسيقى، بعضها مؤيد ومتحمس، ومعظمها مستنكرًا ورافض، وذلك ليس خوفا وإنما تجنبا لإشعال حرائق في زمن به ما يكفى ويزيد من الحرائق .

تحيا مصر  والنائب عمرو عزت حجاج

غير أن مستجدات الأحداث وما يواكبها من تفشى لنبرة الردة الحضارية ومخاصمة روح العصر، وتغليف ذلك باسم الدين الحنيف الذى من روعته أنه قادر على التصالح مع كافة الأزمنة، يدفعان الضمير للتحرك وذلك خوفا من أن يسيطر اليأس على من يكتبون ويبحثون ويتعبون في مجال تجديد الخطاب الديني فيسكتون ، ومن ثم تمضى بنا الأحداث من سيئ إلى أسوأ ،إن كان هناك ما هو اسوء.

وأستطيع أن أقول بمنتهى الأمانة ودون شبهة رياء أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واحدا من أسباب كسر حاجز الخوف عندي، فإصراره على تجديد الخطاب الديني ورغبته الصادقة فى تقديم صورة صافية للدين الحنيف بعد أن قام المرتزقة من المتأسلمين وتجار الدين من تشويه صورته أمام الآخرين، قد أمدونى بجرعة الحماس والثقة والإيمان بأن التنوير وتجديد الخطاب الدينى أمرممكن.

تحميل  الرئيس مسئولية  التجديد لمؤسسة الأزهر الشريف

ولكن ما يثير فى نفسي بعض القلق هو تحميل السيد الرئيس مسئولية هذا التجديد لمؤسسة الأزهر الشريف، فبصراحة ملغومة ببعض من الحذر أعتذر للسيد الرئيس فأقول أن مؤسسة الأزهر ليست ساحة هذا السعي بمفردها، ولن تكون وحدها القادرة على ذلك، فالأغلبية الساحقة من أبناء هذه المؤسسة العريقة قد درسوا وتربوا وتعلموا فى ضوء هذا الخطاب الذى نطالبهم بتجديده، فأندمجوا فيه وتحول لديهم إلى الصورة الحقيقية والمُثلى فى التعبير عن الدين الحنيف، فكيف يمكن أن نطالبهم بمفردهم القيام بتجديد ما يروا أنه الصواب والجديد بالفعل !!.

نعم لا يمكن الاستغناء عن المؤسسات الدينية ولا عن كوادرها خصوصاً المستنيرين منهم فى عملية إصلاح وتجديد الخطاب الدينىة ، وذلك بحكم أنهم أفنوا أعمارهم فى دراسة ما يتعلق بتفاصيل النواحى المختلفة المتعلقة بشئون الدين، وبذلك أمتلكوا فنيات معروفة تفاصيله الدقيقة، ولكن إنفرادهم بهذه الأمر لن يحقق أى تقدم وذلك لأن النزعة المحافظة لديهم ستجعلهم دائماً مترددين فى التمرد على رؤيتهم للدين حتى لوكانت بنت عصور قديمة تتناقض مع روح عصرنا وألياته المعرفية.

الخطاب الدينى فى حاجة ماسة لمشاركة المثقفين والمختصين

وبذلك تكون عملية تجديد الخطاب الدينى فى حاجة ماسة لمشاركة المثقفين والمختصين فى العلوم الانسانية والاجتماعية المختلفة مع كوادر الازهر الشريف المختصين بالامور الدينية ،وذلك لانهم بما يملكوه من تطور منهجى فى علومهم المختلفة سوف يتمكنوا من تقديم رؤية وصياغة عصرية للخطاب الدينى، أو بمعنى أخر تقديم جوهر وأصول الدين الحنيف بأليات حديثة تتناسب مع ظروف عصرنا ودون إخلال بهوية الدين او اصوله .

 

فتجديد الخطاب الدينى ليس يستهدف المساس بأصول الدين كما يروج البعض، ولا يمكن اختزاله فى تغيير بعض المناهج التعلمية وشطب بعض الصفحات منها، وإنما هو تقديم جوهر اصول الدين ومقاصده الشريفة بلغة تتناسب مع التطور المعرفي والعقلي لعصرنا، بحيث لا يتحول الدين خصم للواقع المعاش ولا لآمال الناس فى النهوض.  

وأخيرًا أريد أن أسجل كامل احترامي للأزهر الشريف ولشيخه الجليل مع إصراري على حاجتنا وحاجة الأزهر الشريف إلى تغيير بنيته الفكرية، وذلك بالجمع بين مقاصد وجوهر الدين الحنيف، وأليات العصر وتحديات الواقع .

للحديث بقية

عمرو عزت حجاج

عضو مجلس الشيوخ

عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين

تابع موقع تحيا مصر علي