النائب حسانين توفيق يكتب : الانتماء... وأبطال الأولمبياد
ADVERTISEMENT
المحصلة النهائية لمشاركة مصر فى أولمبياد طوكيو 2020 كانت تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.... للمرة الأولى مصر تحصد 6 ميداليات دفعة واحدة تتنوع بين الذهبية والفضية والبرونزية ،في أكثر من لعبة ،ويتنوع الفائزين بين الرجال والسيدات ،ونضيف عليهم مجموعة من المشاركات الهامة للاعبين الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من منصات التتويج لكن الحظ وفارق الخبرة والامكانيات لم يقفوا إلى جوارهم.
النائب حسانين توفيق والأولمبياد
هذه الانتصارات تضع أمامنا مجموعة من المعاني والقيم ، على رأسها قيمة الانتماء ،فعندما تشاهد اللحظات الأخيرة من مباراة البطلة فريال أشرف قبل التتويج بالميدالية الذهبية تشعر أنك أمام مقاتل من طراز رفيع ،قد أقسم على ألا ينهزم وأنه لن يرتضى بديلا عن الفوز ،وأن العالم كله لابد أن يرى راية مصر خفاقة ويستمع إلى سلامها الجمهوري على منصات التتويج ،نفس الأمر كنت أشعر به أثناء متابعة مباريات فريقنا الرائع لكرة اليد الذى حقق إنجازا غير مسبوقا عربيا أو إفريقيا بالوصول الى الدور نصف النهائي للبطولة .
في تقديري الشخصي أن أحدا لم يتوقع أن تحصل مصر على ميدالية في لعبة مثل الخماسي الحديث لآنها تحتاج الى درجة عالية جدا من التأهيل والامكانيات التي قد لا تتوفر إلا لدى الدول الكبرى ذات التاريخ العريق في الألعاب الأولمبية ،لكن أحمد الجندي فعلها وقلب الموازين رأسا على عقب وحقق لمصر أول ميدالية أوليمبية في هذه اللعبة ،وهو مالم يكن ليحدث الا لوجود إرادة سياسية بالاهتمام بالألعاب الفردية وتشجيع الشباب على ممارستها وأن ترج الرياضة المصرية من أسر اللعبة الواحدة.
مضى الزمن الذى كانت تذهب فيه البعثة المصرية الى الاولمبياد وتعود خالية الوفاض كما ذهبت ، لن نرتضى بعد هذا اليوم سوى بمشاركات مؤثرة ومهمة والصعود بشكل دائم الى منصات التتويج لآن هذه هي المكانة التي تستحقها مصر ،وهذا هو موقعها بين الأمم ،وحتى نحقق مزيدا من الميداليات لابد من مراقبة ومحاسبة أنشطة الاتحادات القائمة على الألعاب الفردية ومساءلتها عن مصير الأموال التي تخصصها الدولة لتأهيل وإعداد ابطالنا في الاولمبياد ،من اليوم لابد أن نستعد لأولمبياد باريس 2024 بكل جد واهتمام لنصنع مزيد من الابطال للجمهورية الجديدة والتي تتحرك قيادتها السياسية من أجل أن يكونوا دائما في المقدمة وإن كانت خطوة إطلاق أسماء الأبطال على المحاور والطرق الجديدة تمثل ترجمة حقيقة لتقدير القيادة السياسية وغرس لقيمة الانتماء بشكل فعال لديهم.