عمر ربيع السيسي يكتب: قدسوا الدين ولا تقدسوا تجار الدين
ADVERTISEMENT
لا خلاف أن الدين هو المنظومة الوحيدة المتكاملة هو تجلي مثالية الله علي الأرض هو القوة الوحيدة القادرة علي ترويض الخوف من العبثية والجهماء داخل النفس البشرية ومهما ازدادت محاولات العلمانية لانتقاص مكانة الدين سيظل هو الوسيلة الوحيدة للعبور بسلام لكني لم أجد فعلا أشد قبحا ودنوا من استغلال هذا الدين للتستر به أمام النوايا الدنيئة والمصالح الشخصية فمحاولات جماعة الاخوان المسلمين أو مشاريع الاسلام السياسي لربط وجودهم بوجود الدين او اطفاء نوع من القدسية المكتسبة من الدين لهم هي محاولات لا تقل وقاحة عن محاولة النظام الديكتاتوري لربط بقاءه ببقاء الاستقرار والأمن لاعلاء رموزه كرموز الوطنية والوفاء.
قدسوا الدين ولا تقدسوا تجار الدين
قد وجدت أن الجميع يتاجر أحدهم يتاجر بالدين والأخر بالوطن وأخر بالانسانية والشعوب الراسفة في الجهل هي من تسدد ثمن هذا التعسف
بلغت ذروة تلك التجارة ابان ثورات الربيع العربي اللتي جلبت خريفا لا زال يعصف بدول مجاورة تساقطت مؤسساتها وأركانها كأوراق بالية في خريف قاس ولولا جيشنا الوطني لعصفت بنا تلك الأمواج .. ادعي هؤلاء القيام بثورة ال25 من يناير رغم أنهم كانوا خلف القضبان حينها حيث موضعهم الأساسي وهم العنصر الوحيد الذي جني ثمار الثورة بعد أن اعتلوا موجتها وعلموا جيدا كيف يصيدوا في الماء العكر استغلوا أن شعوبنا مؤمنة بسجيتها وحساسة ومقدرة لكل ما يمس الدين من قريب أو بعيد وكيف لا ومصر بلد العلم والعلماء بلد الأزهر الشريف هي من قرأت القران بعد أن نزل في مكة ..
هؤلاء نادوا بالديمقراطية ولازلت لاأعلم كيف تجتمع الديمقراطية مع الولاء المطلق للمرشد او الحاكم والتبعية العمياء له .. نقول مجددا قدسوا الدين ولا تقدسوا من يستغلوا الدين أظن أن الأمر بات واضحا وانكشفت النوايا أمام الجميع أنه لم يسع هؤلاء قط الا للسلطة والأمجاد الشخصية فقط علي حساب الدين لم أشهدهم يوما يسعون حكم الأزهر الشريف او وزارة الأوقاف أو ايا مما يمثل الدين .. واني لأتمن وبشدة قرار الدولة في منع التحدث في الدين لمن لا يحملوا شهادة أزهرية فمنابر المساجد ليست منصات اعلامية ولا أدوات لغسل العقول .. حفظ الله مصر شعبا وجيشا