محمد خيال يكتب: «يحيى السنوار» والمعادلة الصعبة
ADVERTISEMENT
بشكل لافت برز اسم يحيى إبراهيم حسن السنوار، السياسي الفلسطيني، القيادى في حركة المقاومة الإسلامية، ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017، وأحد مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس، والذى يعد الرقم الأهم فى المعادلة الحالية.
يحيى السنوار، الذى يُعد الرقم الأهم في المعادلة الحالية، لاختلاف مرحلته عن سابقتها فى حماس، وهنا نرصد العديد من النقاط المتعلقة بهذا القيادى البارز، ومراحل التحول والصعود، واختلاف المسار الذى انتجه عن الآخرين.
يحي السنوار
1- يحيى السنوار واثنين من أعضاء المكتب السياسي لحماس، هما حسام بدران وروحي مشتهى، من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار في ٢٠١١، والتي تم بموجبها إطلاق سراح الجندي (الاسرائيلي -الفرنسي ) جلعاد شاليط، ومن ثم صفقة تبادل الأسرى، التي تتمسك اسرائيل بربطها بملف اعادة إعمار غزة هذه المرة ستكون لها حسابات خاصة للغاية في ظل كثير من التحديات أهمها شروط حماس والأسماء التي تم طرحها.
2- الشكل الحالي للمكتب السياسي لحماس يعد عنصر مهم في إدارة المشهد بالكامل وتحديد أولويات الحركة وطريقة التعامل مع الأزمات حيث يتواجد فيه نحو ٧ من قيادات وأعضاء كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، على رأسهم مروان عيسى رئيس أركان القسام، والسنوار، وحسام بدران، قائد القسام السابق في شمال الضفة الغربية، وروحي مشتهى، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي العام.
3- تولى السنوار قيادة حماس في غزة خلفًا لإسماعيل هنية كان بمثابة تطور نوعي مهم ( بعدما ظل هذا الموقع في أيدي اصحاب الخلفية السياسية في الحركة)، ونظرا لخلفيته العسكرية وما يحظى به من ثقة ودعم من كتائب القسام بات صاحب قرار وكلمة لا ترد داخل الحركة ويملك القدرة على تمرير الكثير من القرارات التي كانت شبه مستحيلة خلال تولي سابقيه في ظل التجاذب والسجال بين ماهو سياسي وما هو عسكري، وقال عنه قائد الأركان الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بأن انتخاب السنوار زعيماً لحركة حماس في غزة قد ألغى التمييز الموجود بين المستوى السياسي والعسكري من قبل إسرائيل تجاه حركة حماس، وباتت اليوم جبهة قطاع غزة على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي في عام 2017.
4- السنوار هو أحد مؤسسي جهاز" مجد" الأمني داخل حماس والمكلف بمتابعة وملاحقة الجواسيس والمتعاونين مع الاحتلال ، وينسب له حسم موقف التخلص من اثنين من قيادات الحركة احدهم عسكري والآخر سياسي، في وقت كان معظم القيادات يتجنب هذا الملف ، وبالمناسبة القيادي السياسي وهو ايمن طه كان من بين الاتهامات الموجهة له التعاون مع جهاز امني مصري.
5- قضى السنوار ٢٣ سنةً متواصلة في سجون الاحتلال بعد الحكم عليه في عام 1988 بأربعة مؤبدات وخرج من سجون الاحتلال دون إكمال الأحكام في صفقة تبادل الاسرى المعروفة باسم وفاء الأحرار ٢٠.
6- بعد إطلاق سراحه وانتخابه عضوًا بالمكتب السياسي للحركة كان مسئول عن ملف التنسيق بين المكتب السياسي وكتائب القسام باعتباره أحد ابناء وقادة الكتائب.
7- في ٢٠١٥ أدرجت امريكا اسم السنوار على قائمة الارهابيين الدوليين إلى جانب " روحي مشتهى عضو المكتب السياسي للحركة واللي بالمناسبة هو المشرف على مكتب الحركة في مصر.
8- السنوار اللي وصفه البعض بالمتشدد يتمتع بقدر كبير من البراجماتية السياسية جعلته يقود مصالحة او تهدئة بين حماس ومحمد دحلان وتياره السياسي المناوىء لحركة فتح في ٢٠١٧ واجتماعه معه في القاهرة برعاية مصرية رغم ما بين حماس ودحلان من دماء وما حدث في عام ٢٠٠٧.
9- بعد الاجتماعات، وصف دحلان السنوار بـ” الشخص المنفتح، المهتم بالمصلحة الوطنية والذي يتمتع بشجاعةٍ نابعةٍ من قناعاته.” فيما وصفه مسئول بارز في جهاز المخابرات العامة المصرية وقتها بـ” الشخص المسؤول”.
10- قاد الحركة بمباركة كتائب القسام لما يمكن تسميته بمصالحة مع مصر انتهت بمشاركة حماس واجهزتها الأمنية في تأمين الشريط الحدودي بين غزة وسيناء وتنسيق امني كامل مع القاهرة بشأن محاربة تنظيم داعش في شمال سيناء وتتبع عناصره الهاربين إلى قطاع غزة.
11- بعد فترة وجيزة من تولي السنوار وسيطرة تيار القسام على قيادة الحركة في غزة اقدمت حماس على خطوة لم يكن بمقدور قيادة أخرى الإقدام عليها في ذلك الوقت بتعديل ميثاق تأسيس الحركة المعروف باسم وثيقة ١٩٨٧، وحذفت عدد من المواد شديدة الحساسية لارتباطها بشكل مباشر بعقيدة الحركة وعلى رأسها المادة الثانية التي كانت تنص على أن حماس هي فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، مع حذف شعار الجماعة من وثيقة حماس، وكذا المادة السابعة التي تشير لأدوار قامت بها الجماعة في أعوام ١٩٣٦ و١٩٤٨ في القضية الفلسطينية.