عمرو عزت حجاج يكتب: داعش فى أفريقيا.. هل تسير على خطى الخوارج والفاطميين؟
ADVERTISEMENT
من يتمعن فى تاريخ أفريقيا، سوف يجد أن مشاريع الطوائف الراديكالية التى تفشل فى العراق وبلاد الشام فى الغالب، تنجح فى وقت قياسي وبقدرات مذهلة فى قارة افريقيا، فعقب فشل تجربة الخوارج والفاطميين فى تحقيق أى كيان سياسي حقيقى فى العراق والشام، نجدهم ينتقلون إلى أفريقيا وخلال سنوات قليلة يحققون كيانات سياسية وعسكرية قوية.
أسباب تغول داعش فى أفريقيا
ومن يتابع المادة الإعلامية المرئية والمقرؤة سواء التى تصدرها داعش، أو التى تصدرها جهات إعلامية محايدة، يجب أن نشعر بالقلق والتوتر، فضربات داعش فى القرن الإفريقى وغربي ووسط افريقيا تزيد، واستنزافهم لجيوش دول مالى وتشاد ونيجيريا والنيجر والكونغو وموزمبيق يرتفع حدته، ويتبع ذلك كله السيطرة على مدن ومناطق بهذه الدولة، رغم انقسام التنظيم واستقلال بوكو حرام بقيادة ابو بكر شيكاو عن داعش، وتعيين المواليين للاخيرة امير جديد لهم يدعى ابو عبد الله البرناوى.
التنظيم يحتضر فى العراق
ومن الواضح أن التنظيم أخذ يحتضر بشكل قوى فى العراق والشام وسيناء، فبدأ يلقى بما تبقى له من ثقل فى الجبهة الإفريقية، فمن يطالع الأعداد الأخيرة من جريدة داعش الإلكترونية "النبأ"، سيجد فى الصفحة المخصصة دائما لعمليات التنظيم فى أنحاء العالم، والتى تسمى بصفحة "حصاد الاجناد فى ولايات الدولة الإسلامية"، ارتفاع معدل عملياتهم فى غربي ووسط أفريقيا، مع زيادة ضربات التنظيم لجماعة شباب المجاهدين التابعة للقاعدة فى الصومال.
الجهل والفقر
وللأسف التربة فى هذه المناطق صالحة، بسبب الجهل والفقر، والتعقيدات الدينية والأثننية التى تفوق مثيلتها فى الشرق الاوسط عشرات المرات، وشعورالأقليات المسلمة بالغبن والعزلة، والحنين لمجد تاريخى غابر.
وبالتأكيد سيطرة داعش على أى بقعة فى هذه المناطق معناه باختصار، أنهم قادرين على تطويق الشرق الأوسط من الخلف، واعتلاء ظهره وتثخينه بالجراح، وخصوصا مصر التى تعد هذه المنطقة عمقها الإقليمى والتى يطمع فيها التنظيم كجائزة كبرى، لذلك فأتمنى أن لا يغيب ذلك عن انظارنا ونحن منشغلين بازمة سد النهضة.
ويظل السؤال هل يمكن أن تتكرر التجربة التاريخية مرة أخرى فى ظل تشابه بعض الظروف والمقدمات.. من يدرى ؟