قصة وَيلات "أحمد" .. هرب بأسرته من الموت في سوريا ليفقد نصفهم في انفجار بيروت
ADVERTISEMENT
"أينما تكونوا يُدرككم الموت وإن كُنتم في بروجِ مُشيدة" هكذا قال الله تعالى لمن يفر من قدره، بينما "أحمد" قرر أن ينجى بأسرته من جحيم الحرب السورية التي شهدتها عام 2014 وتوغل الجماعات الإرهابية المُستلدة من رحم "داعش" التي اتخذت سوريا والعراق وطنا لها أحرقت بعدهما دول عربية أخرى.. فمن كان يستوطن تلك البلدان كان يعي تماما أنه بصدد حرب وموت مُحقق في أي وقت فهاجر ملايين المواطنين تاركين مأواهم هربا من الإرهاب.
كانت مصر وتحديدا لبنان وِجهة لأغلب المهاجرين السوريين خلال الأعوام الماضية، وقتها قررت أسرة "أحمد" الفرار إلى بيروت، حيث يعمل بمنطقة كرنتينا، لكن الأسرة لم تلبث 3 أعوام من الحياة الهادئة، ليخطف التفجير الشنيع -الذي وقع يوم 4 أغسطس الجاري في مرفأ بيروت- نصف أفرادها، ليختفي الفرق بين بلد تعاني من ويلات الحروب وأخرى من تبعات الفساد والمحاصصة السياسية.
ويقول أحمد، لـ"فرانس برس"، إنه أغلق عينيه لبرهة حين وقوع الانفجار، ليختفي كل شيء من حوله، بعد أن فتحها إذ فقد زوجته وابنتيه خلال التفجير، وأنه لم يعد له سوى ابنتيه "ديما" و"ديانا"، المصابتان بالمستشفى، بينما ساعده الجيران على انتشال جثة زوجته "خالدية"، وابنتيه "لطيفة" و"جود" من تحت الأنقاض.
ويتابع أحمد: "لا أريد العودة لسوريا وسط الحرب، بل أريد السفر للخارج لمكان أكثر أمانا لأكمل فيه حياتي مع ابنتاي".
أما عدي قطان، إنه غادر مع جمع من أسرته وأقاربه للعيش في لبنان مع اشتداد الحرب في حماة السورية، لكن التفجير الأخير أطاح بسقف المنزل الصغير ودمر ما فيه من أثاث، ما جعل الأسرة تصرف من فيها من النساء للإقامة مع أقارب آخرين في مناطق لم تتأثر بالانفجار، بينما سيبيت الرجال بالمنزل المنهار في العراء.
ويضيف قطان: "جئنا لنحصل على العمل والمال، فضاع المال وليس هناك عمل، ولا نفعل سوى البقاء في البيت وسط الحطام".. مثتابعا "تفجير بيروت يختلف تماما عن الحرب السورية"، إذ يتذكر كيف كانوا يختبئون كلما سمعوا أزيز الطائرات، ومن ثم ينهضون ويكملون حياتهم بشكل طبيعي، بعكس تفجير بيروت الذي دمر كل حياتهم في لحظات.