عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب محمد فؤاد يكتب: حطب لا تحرقه نيران

د.محمد فؤاد عضو مجلس
د.محمد فؤاد عضو مجلس النواب

أعلم أن ذاكرة الشعوب ضعيفة ولديها قدرة غريبة على النسيان إما بشكل طبيعي أو تعمد، إما فرضا عليها أو رغبة منها في مسايرة الأمور، ولكن بعض القضايا التي يتم إثارتها لا تقبل هذه العادة السيئة "النسيان"، خاصة تلك التي تتعلق بشبهات تدين صاحبها ولا يصلح إغلاقها دون حسم وإيضاح.

واحدة من هذه القضايا، هي شبهات الفساد والتربح التي أشارت أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى هشام حطب، رئيس اللجنة الأولمبية، وذلك في أكثر من ملف وبتقارير رقابية من أجهزة الدولة المعنية، ولكن دون حسم في أيا من هذه القضايا رغم توصيات بإحالتها إلى جهات التحقيق وتضمنها مخالفات مالية جسيمة لا يمكن تجاهلها.

فتعاملات اللجنة الأولمبية، خلال الفترة الأخيرة، عليها شبهات كثيرة تتعلق بمخالفات مالية وإدارية، بداية من تأكيد الجهاز المركزي للمحاسبات وجود مخالفات في تعاملات اللجنة المادية في دورة الألعاب الأوليمبية بالبرازيل، ورصده صرف أموال بالمخالفة للقانون، مرورا بتسبب مخالفات اللجنة في تجميد عضوية اتحاد رفع الأثقال المصري دوليًا لمدة سنتين، وغرامة وصلت إلى 200 ألف دولار، ونهاية عند أزمات اتحاد الفروسية بسبب سوء الإدارة ومخالفات الصرف والإنفاق على هذا النشاط في مصر.

اقرأ ايضاً: النائب محمد فؤاد يكتب: جريمة الإصابة بـ كورونا !

وللأمانة، أخجل بشدة وأنا أقر بتمكن هشام حطب، من لي ذراع الدولة المصرية والحكومة بأجهزتها المعنية بالتحقيق والرقابة، واحتمى بجهات دولية في منع التحقيق في هذه القضايا أو محاسبة المذنبين فيها أو حتى محاولة إصلاح هذه المخالفات ورد الأموال محل الاستيلاء، رغم أن بعضا من هذه القضايا مرّ عليه ما لا يزيد عن العاملين.

الغريب أن توصيات الجهاز المركزي للمحاسبات لم يتم النظر إليها أو تنفيذها وخاصة إحالة الأمر إلى التحقيق في النيابة المختصة، وكذلك توصيات لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، خلال نظرها الأدوات الرقابية التي تقدمت بها في هذه الملفات، أيضا بوجوب التحقيق.

والأغرب أن حطب، لم يكلف نفسه حتى فبركة تقرير يفند المستندات التي اعتمد عليها الجهاز المركزي للمحاسبات وكذلك الأدوات الرقابية التي تقدمت بها، رغم سهولة الأمر، في مشهد يؤذي فضيلة سيادة القانون ويناقض سلطة الدولة.

هيبة الدولة ذاتها في خطر، مع استمرار هذه الملفات دون تحقيق أو حتى تفنيد للمخالفات، خاصة مع ما يبدو أنه استجابة لتهديدات حطب بفرض عقوبات دولية على مصر، حال فتحنا تحقيق في نشاط اللجنة، وكأننا نتحدث عن التحقيق في مخالفات بدولة أخرى.

خاصة وأن الحكومة المصرية ليس عليها فواتير تسددها لهذا الرجل، حتى تتحاشى الصدام معه أو مجرد إجراء تحقيق –قد يثبت براءته-، وأتحدث تحديدا عن وزير الشباب والرياضة الذي خالف وعوده بالتحقيق في هذه المخالفات في مشهد عبثي يشير إلى الكيل بمكيالين وينذر بكوارث لاحقة، في خروج هيئات مصرية عن سلطة الدولة والحكومة وخاصة جهات التحقيق والرقابة.

فما هي الرسالة التي نريد تصديرها من تمتع الرجل بكامل حريته وسلطاته رغم إدانته في تقارير رقابية عديدة ووجود شبهات فساد وتربح تحيط به من كل جانب وإضرار عمد بالمال العام، واستمراره في هذا المنصب الحساس.

لا أجزم بثبوت التهم على حطب، رغم إدانته بشكل واضح في التقارير والمستندات، ولكن جلّ ما أطالب به هو فتح تحقيق شفاف وواضح في هذه التهم، حتى نضع حدًا لهذه الحالة التي لا جدال عن تسببها في إضعاف هيبة الدولة.

اقرأ ايضاً: النائب محمد فؤاد يكتب: قمصة طارق عامر!

فإما أن يتم تبرئته ووقتها نكون مجبرين على أغلاق هذه الملفات أو ثبوت التهم عليه ومن ثم إحالته للقضاء ليقول كلمته في حقه دون أي محاذير من الجهات الدولية التي يحتمي بها، حتى نحمي دولة القانون التي لطالما شدد الرئيس السيسي عليها في كل مناسبة تستدعي ذلك.
تابع موقع تحيا مصر علي