ماذا تنتظر مصر من الجولة الجديدة لمفاوضات سد النهضة بالخرطوم؟
ADVERTISEMENT
تستضيف العاصمة السودانية الأربعاء، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، بمشاركة مسؤولي ملفات المخابرات والخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا.
في هذه المناسبة، أفادت مصادر في وزارة الري المصرية، بأن “القاهرة لديها هدفًا محددًا من اجتماعات سد النهضة، وهو إقناع إثيوبيا بإرجاء أي محاولات لملء السد بالمياه إلى حين الانتهاء من مناقشة التقارير الفنية، وبدء مفاوضات جديدة في طريقة إدارة السد”.
وقالت المصادر لـموقع ”إرم نيوز” الإماراتي، إن “مصر لن تبدي أي تعنت تجاه المقترحات الإثيوبية والسودانية التي ستكون في الغالب متركزة نحو توقيع اتفاقية ملء السد”.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية المصرية، على أن “الاجتماع سيعمل على تذليل كافة العقبات القائمة أمام المفاوضات، ومن أهمها اعتماد التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري، حتى يتسنى البدء الفوري في إعداد الدراسات الخاصة بتأثير السد على كل من دولتي المصب مصر والسودان”.
ورغم الآمال المصرية المنعقدة على اجتماعات الخرطوم، إلا أن الإعلام السوداني والإثيوبي لم يبد الآمال والحماسة نفسها، فقد حرص المسؤولون الإثيوبيون بما فيهم رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد علي، على إطلاق تصريحات بالحفاظ على السد والانتهاء منه في أقرب وقت ممكن.
من ناحيته، رأى رئيس بحوث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان، أن “مصر تجددت آمالها بعد زيارة وفد أمريكي لسد النهضة خلال الفترة الأخيرة والاطلاع على العمل”.
وقال رسلان لـ”إرم نيوز” إن “نتائج اللقاء لم تتضح بعد لكنها ستكون عامل مساعد في بدء مفاوضات جديدة”، لافتا إلى أن “التصريحات الإثيوبية الأخيرة تشير لعدم وجود تغييرات في سياسة التعامل مع سد النهضة”.
وأفاد بأن “إثيوبيا ماضية نحو ملء السد بشكل منفرد في أيار/مايو المقبل، دون النظر إلى مصالح البلدين الآخرين”، منوهًا إلى أن “مصر ستحاول إقناع إثيوبيا بإرجاء مسألة ملء السد بالمياه إلى حين انتهاء الدراسات الفنية بما فيها التقرير الاستهلالي، كونه يوضح الأضرار الكبيرة على مصر نتيجة إتمام هذا السد”.
خطوات إيجابية
في المقابل، اعتبرت عضو لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري شادية خضير، أن “المفاوضات الجديدة ستشهد تحسنًا كبيرًا في هذا الملف، مع إمكان التوصل لحلول جديدة عبر تقريب وجهات النظر حول السد بين البلدان الثلاث”.
وقالت خضير لـ”إرم نيوز” إن “هناك خطوات إيجابية جديدة سيجري الاتفاق عليها باجتماعات الخرطوم، في مقدمتها استكمال المفاوضات الفنية التي أعلن عن توقفها وفشلها، إلى جانب تشكيل لجنة فنية لدراية التقرير الاستهلالي والبت فيه”، لافتة إلى أن “السياسة الإثيوبية جديدة والتركات المصرية بإفريقيا وتحسن علاقاتها بالسودان، ستساعد على حلحلة الأزمة”.
إلى ذلك، اتفق رؤساء كل من مصر والسودان وإثيوبيا في كانون الثاني/يناير الماضي، على تذليل العقبات القائمة أمام المفاوضات الخاصة بالسد.
وأعلنت إثيوبيا في أغسطس الماضي، عن الانتهاء من 60% من أعمال البناء في سد النهضة، وسط توقعات باستمرار الأعمال المدنية والميكانيكية الخاصة بتوليد الكهرباء للسد، على أن يتم إنتاجها خلال عامين.
وتنتهي إثيوبيا وكينيا العام المقبل، من أعمال مد خط نقل 2000 ميجاواط من الكهرباء بين البلدين، الذي تنفذه شركة “تشاينا إلكتريك” لتكنولوجيا الطاقة والتكنولوجيا بتكلفة 1.26 مليار دولار بتمويل من مصرف التنمية الأفريقي بقدرة 500 كيلوفولت، وطول 1045 كم منها 445 كم تقع داخل أراضى إثيوبيا والبقية في كينيا.
وتتخوّف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد النهضة، على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، مصدر المياه الرئيسي للبلاد.