خطة البابا تواضروس للقضاء على الإرهاب
ADVERTISEMENT
"تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ"، آية وردت في الكتاب المقدس، تلخص ما تمارسه الجماعات المتطرفة من إرهاب لم يقف فقط على باب الكنيسة بل امتد أيضا إلى عتبات المسجد.
الإرهاب الأسود لا يفرق بين مسيحي ومسلم، ولا بين مسجد وكنيسة، نيرانه تحصد الكل دون توقف، متخليا عن كل القيم الإنسانية والمبادئ التي خلق الله الإنسان من أجلها، كما ذكر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.
ويرى البابا تواضروس، الإرهاب يضرب مبادئ المحبة والوئام التي عاشت بها مصر على الدوام، فالإرهاب من منظور بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، شكل من أشكال الإجرام الذي يضرب في مناطق كثيرة، ويصيب الشعب والأرض.
البابا تواضروس الثاني، يؤكد دائما أن الإرهاب يريد إسقاط مصر، التي رفضت أن تعيش ما يسمى "الربيع العربي"، ويصف البابا الإرهابيين بـ"الجبناء"، الذين لا يملكون شجاعة الإعلان عن نفسهم، وخوض الحرب علينا، كالحروب التقليدية التي تواجهها الجيوش على مسرح العمليات الحربية وفي نطاق جغرافي محدد، وفي زمن معروف.
"إضعاف مصر وإذلالها"، هكذا يرى البابا تواضروس، أهداف الإرهاب غير المعلنة، وذلك لأن مصر قلب منطقة الشرق الأوسط ورمانة ميزان السلام في حوض البحر الأبيض المتوسط.
يثق بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية أن الإرهاب الذي يستهدف وحدة الوطن، لم ولن يحقق أهدافه، فالتاريخ يثبت أن مصر لا تنقسم أبدا.
الإرهاب عند بابا الكنيسة أنواع، منها الإرهاب البدني متمثل في القتل والتفجيرات التي تستهدف مؤسسات الوطن وترويع الأبرياء، والإرهاب الفكري، الذي يمثل الاعتداء على الفكر والرأي وتكفير الآخرين وتسفيه الممارسات الدينية المختلفة، والمعنوي والتطرف الفكري وإلغاء الآخر المختلف عنا، وهو الظلم والتمييز على أساس الدين والعقيدة في المعاملات اليومية.
ويرى البابا أن التربية الأحادية القائمة على الرأي الواحد، والمختلف كافر ومضلل، بالإضافة إلى الطائفية وغياب ثقافة احترام الآخر، أحد أهم أسباب التطرف والإرهاب.
وارتكن "تواضروس" إلى أن الجهل بالآخر، أحد أسباب التطرف، خاصة أن العقلية المتطرفة تخلق لها أعداء من صنع الخيال.
"علاج التطرف والتشدد لن يكون سوى بالفكر المستنير"، روشتة وضعها البابا تواضروس، للخلاص من الإرهاب الذي استشرى، وغرس أنيابه في جسد الوطن، الذي ينزف دماء غالية باستمرار، مؤكدا أن الفكر المتشدد والمتطرف التي لازالت تعاني منه مصر من أهم التحديات، التي تواجه العيش المشترك، وهو ناتج عن الفهم الخاطئ للدين، وهو ما يتطلب تقديم القيم الدينية بصورة مستنيرة وعصرية.