ألمانيا تتحدى ترامب: تهجير الفلسطينيين من غزة خط أحمر

رفضت ألمانيا بشكل قاطع مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، مؤكدة أن هذه الفكرة تمثل انتهاكًا خطيرًا للحقوق الفلسطينية ولا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل سياسي للصراع.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال مؤتمر انتخابي في برلين، إن أي خطط لإعادة التوطين القسري أو طرد الفلسطينيين ليست مقبولة بأي شكل، مشددًا على أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمان.
كما أضاف شولتس أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى المسؤولية في قطاع غزة، مؤكدًا أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية أو فرض حلول قسرية لن تجلب السلام، بل ستزيد من حدة الصراع في المنطقة.
الخارجية الألمانية تحذر من تداعيات الخطة
لم يكن تصريح شولتس الموقف الوحيد الرافض للخطة، إذ أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن تهجير الفلسطينيين من غزة أمر غير مقبول، وقال متحدث باسم الوزارة إن ألمانيا تتفق مع الاتحاد الأوروبي وشركائها العرب في رفض هذا المقترح بشكل قاطع.
وأضاف المتحدث:
"يجب ألا يُطرد الشعب الفلسطيني من غزة، كما يجب ألا يتم احتلالها أو إعادة استعمارها من قبل إسرائيل. هذه الحلول لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة."
توتر متزايد بين واشنطن وأوروبا بسبب خطة التهجير
تُثير خطة ترامب مخاوف الاتحاد الأوروبي، الذي يعارض بشدة أي إعادة توطين قسري للفلسطينيين. ويخشى الأوروبيون من أن تنفيذ مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع في الشرق الأوسط، فضلًا عن أنه قد يُعرض العلاقات الأمريكية-الأوروبية لمزيد من التوتر.
كما أن حكومات الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، أبدت رفضًا قاطعًا لأي حديث عن توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، معتبرة أن هذا يمثل تهديدًا للأمن القومي للمنطقة بأكملها.
كيف يؤثر المقترح على الاقتصاد الإسرائيلي؟
رغم دعم بعض السياسيين اليمينيين في إسرائيل لخطة ترامب، إلا أن هناك تحذيرات من تأثيرها المدمر على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث قد تؤدي إلى:
تدهور العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، الذي قد يفرض قيودًا اقتصادية على إسرائيل ردًا على أي تهجير قسري.
تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، مما سيؤدي إلى إضعاف بيئة الاستثمار داخل إسرائيل.
زيادة التكاليف العسكرية والأمنية، مع الحاجة إلى تأمين حدود جديدة ومنع تصعيد جديد في الضفة الغربية وغزة.
مصر والأردن: لا مكان للفلسطينيين خارج وطنهم
على صعيد آخر، أكدت مصر والأردن رفضهما القاطع لأي حديث عن ترحيل الفلسطينيين إلى أراضيهما.
وقالت مصادر حكومية مصرية إن أي محاولة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين في سيناء مرفوضة تمامًا، ولن يتم السماح بها تحت أي ظرف.
من جهته، صرح مسؤول أردني بارز بأن الأردن لن يسمح بأي تغييرات ديموغرافية تؤثر على تركيبته السكانية، مشددًا على أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في وطنهم، وأن الحل يجب أن يكون سياسيًا وليس عبر فرض واقع جديد.
هل تتراجع إدارة ترامب عن موقفها؟
في ظل تصاعد الرفض الدولي لخطة ترامب، يبقى السؤال: هل ستتراجع واشنطن عن هذا المخطط؟ أم أن إدارة ترامب ستواصل الضغط لتنفيذ خطتها رغم الرفض العربي والدولي؟
حتى الآن، يبدو أن ترامب مصر على موقفه، خاصة بعد أن أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن دعمهم للخطة. لكن في المقابل، الضغوط الدولية تتزايد، مما قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في موقفها.