أبو الغيط: الطريق إلى الاستقرار في المنطقة يمر عبر معالجة الأزمات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الطريق إلى الاستقرار في المنطقة العربية يمر عبر معالجة الأزمات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وجاء ذلك خلال كلمة له اليوم الثلاثاء، في منتدى الأعمال العربي الإيطالي المنعقد في روما.
أبو الغيط: منتدى الأعمال العربي الإيطالي فرصة لتطوير العلاقة إلى شراكة استراتيجية حقيقية بين الجانبين
وقال أبو الغيط في بداية كلمته:" يسعدني أن أكون بينكم اليوم للمشاركة في افتتاح منتدى الأعمال العربي الإيطالي... واسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالشكر والتقدير إلى جمهورية إيطاليا حكومةً وشعباً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة... وإلى الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة، واتحاد الغرف العربية، ولكل من ساهم في الإعداد لأعمال هذا المنتدى ليخرج بتلك الصورة المشرفة".
وأضاف:" لاشك أن منتدى اليوم يعد فرصة ومنصة هامة للحديث عن تطوير العلاقة إلى شراكة استراتيجية حقيقية بين الجانبين العربي والإيطالي.. ولاسيما وأن توقيت عقد المنتدى يتزامن مع إعادة إطلاق الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة، مما يمهد السبيل أمام المزيد من تبادل الخبرات وأفضل الممارسات... وبما يفتح آفاقاً جديدة لمزيد من التعاون والفرص الواعدة على صعيد المشروعات الاقتصادية والتنموية المختلفة والمتنوعة التي تحقق أهداف الجانبين العربي والإيطالي".


وأوضح:" لا يخفى أن المرحلة القادمة، وكما نتابع جميعاً، تشهد قدراً كبيراً من انعدام اليقين على صعيد الاقتصاد العالمي.. مع توقع لمشكلات قادمة وتحديات يتعين التعامل معها.. وأظن أن بناء الشراكات – على كافة المستويات – سينطوي على أهمية كبرى في المرحلة القادمة".
أبو الغيط: السوق العربي يعد وجهة مثالية لإيطاليا لاستثمار والشراكة والتوظيف في العديد من المشروعات الناشئة
وأشار الأمين العام لجامعة الدولة العربية إلى أن:" العلاقة بين الدول العربية وإيطاليا تتسم بالعمق التاريخي... وهي علاقة متعددة الأبعاد والجوانب... في السياسة والاقتصاد والثقافة... ومع ذلك فإن عدداً من التحديات حالت دون الاستفادة القصوى من هذا العمق والتقارب لبناء مرحلة جديدة من الشراكة... وإنني على ثقة في أن المنتدى سوف يمثل فرصة حقيقية للحديث حول كيفية الاستفادة من الطاقة الكامنة في العالم العربي... وبما يعود بالنفع أيضاً على الجانب الإيطالي... ففي الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة العربية إلى اكتساب خبرات جديدة في المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا المتقدمة.. فإن الجانب الإيطالي أيضاً دون شك يحتاج إلى ضخ حيوية جديدة في اقتصاده بعد سنوات صعبة عصفت بالاقتصاد العالمي بشكل عام منذ تفشي جائحة كورونا وما تلاها من توترات جيوسياسية في الفضاء الأوروبي... وأظن أن السوق العربي الواعد بإمكانياته يعد وجهة مثالية لإيطاليا... ليس فقط كسوق استهلاكي ضخم... وإنما، بالأساس كوجهة لاستثمار والشراكة والتوظيف في العديد من المشروعات الناشئة والقطاعات الواعدة كالطاقة (الهيدروكربونية والنظيفة على حد سواء) وتكنولوجيا المعلومات والصناعات التقليدية... وغيرها".
وتابع قائلاً:"لاشك أن الموضوعات التي سيتم تناولها في هذا المنتدى، مثل الزراعة، والأمن الغذائي والطاقة والبنية التحية والسياحة... تشكل أساساً لنمو اقتصادي مستدام... فتلك المجالات تتسم بالحيوية والأهمية للجانبين، العربي والإيطالي... ومن المؤكد أن التفاعل والتعاون الإيجابي بين الجانبين في هذه المجالات... سيحقق أقصى فائدة ممكنة لهما، فالمجتمعات العربية لديها ميزة كبرى... فهي مجتمعات شابة في هيكلها الديموغرافي... وبها قطاع ضخم من خريجي التعليم العالي المتسلحين بالطموح والرغبة في تحقيق الذات ونفع مجتمعاتهم".
أبو الغيط: الطريق إلى الاستقرار في المنطقة العربية يمر عبر معالجة الأزمات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية:" لا يغيب عنكم أن الاستقرار يعد شرطاً ضرورياً للازدهار الاقتصادي والاستثمار.. ولازلتُ أكرر أن الطريق إلى الاستقرار في المنطقة العربية يمر عبر معالجة الأزمات.. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تواجه منعطفاً صعباً ولا سبيل لتسويتها إلا من خلال حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67.. كما يتعين أيضاً معالجة الأزمات الأخرى في السودان وليبيا وسوريا.. كشرط ضروري لاستقرار المنطقة بأسرها.. ولدي يقين بأن بلدكم يمكن أن يلعب دوراً إيجابياً ومؤثراً في معالجة أغلب هذه الأزمات".
واختتم قائلاً إن:" جامعة الدول العربية تلتزم بدعم المنتدى والمشاريع التي ستنبثق عنه... إيماناً بأهمية هذا التعاون والتشابك بين الجانبين العربي والإيطالي من أجل مستقبل أفضل وأكثر استدامة... وأتمنى أن تخرج عن المنتدى أفكار جديدة.. وآليات عمل مبتكرة... وتوصيات توضع موضع التنفيذ... فما يمكن تحقيقه على صعيد التعاون العربي الإيطالي، كثير بالفعل... ويقيني أن شكل هذا التعاون سيتغير ويتعمق بصورة جوهرية خلال السنوات القادمة".