القصة الحقيقية وراء صورة مركز تدريس القرآن الناجي من حرائق لوس أنجلوس
ADVERTISEMENT
شهدت مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث. حرائق هائلة اجتاحت المدينة والمناطق المحيطة بها، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا، وتشريد الآلاف، وتدمير آلاف المباني. بينما كانت النيران تلتهم الأخضر واليابس، ظهرت صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، قيل إنها تُظهر مركزًا لتدريس القرآن الكريم نجا بأعجوبة من الحرائق بينما احترقت المباني المحيطة به بالكامل.
الصورة كانت مثار دهشة وفضول، ورافقتها تعليقات تحمل طابعًا دينيًا، تصف نجاة هذا المبنى بأنها معجزة إلهية. ولكن سرعان ما تكشفت الحقيقة، لتتضح قصة مختلفة تمامًا.
الصورة: الحقيقة وراء الادعاءات
على الرغم من الانتشار الواسع للصورة التي نسبها كثيرون إلى لوس أنجلوس، إلا أن التحقيقات أكدت أن الصورة ليست لها أي علاقة بالمدينة أو حتى بالحرائق الجارية هناك. وفقًا لوكالة "فرانس برس"، الصورة تعود إلى عام 2023 وهي ملتقطة في هاواي، وبالتحديد في مدينة لاهانيا بجزيرة ماوي. يظهر في الصورة منزل قديم يعود إلى أكثر من 100 عام، نجا من الحرائق التي اجتاحت المنطقة، لكنه ليس مركزًا دينيًا كما زعمت المنشورات المتداولة.
مصورو "فرانس برس" الذين وثقوا الصورة أشاروا إلى أن المنزل هو مبنى سكني تقليدي، وليس له أي صلة بدين أو مركز تعليمي. وأكد مالكو المنزل أن الإجراءات الوقائية التي اتخذوها قبل الحريق ساهمت بشكل كبير في نجاته.
لماذا نجا المنزل بينما التهمت النيران كل شيء حوله؟
نجاة هذا المبنى من الحرائق ليست معجزة خارقة، بل نتيجة تدابير وقائية مدروسة. من بين العوامل التي ساعدت في حمايته: سقف معدني مقاوم للنيران حال دون اشتعال المبنى، وسور حجري متين أحاط بالمنزل وشكّل حاجزًا أمام تقدم النيران، بالإضافة إلى إزالة الأشجار والنباتات القابلة للاشتعال من محيط المنزل. هذه التدابير الوقائية التي اعتمدها مالكو المنزل تظهر كيف يمكن للتخطيط المسبق أن يقلل من حجم الخسائر في مثل هذه الكوارث.