قائمة الأسرى على طاولة إسرائيل ونتنياهو يتنصل.. إلى أين وصلت مفاوضات غزة؟
ADVERTISEMENT
مع استمرار العملية العسكرية في قطاع غزة لليوم الـ 485 تشهد هدنة غزة ولادة متعثرة وسط آمال خادعة وإعلان الولايات المتحدة مع كل جلسة محادثات أن أزمة غزة على وشك الانفراجة وأننا على بعد خطوات من إنهاء الحرب في المدينة الفلسطينية.
قائمة الأسرى على طاولة إسرائيل
مؤخراً كشفت مصادر أن حماس أعلنت عن قائمة مكونة من 34 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة يمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي المقابل، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التقليل من أهمية القائمة، وقال مكتبه إن القائمة سُلمت إلى الدول الوسيطة في يوليو. وأشارت التقارير يوم الأحد إلى أن حماس وافقت على القائمة التي مضى عليها أشهر بينما رفضت تقديم معلومات عن حالة الرهائن، والتي تصر إسرائيل على الحصول عليها قبل المضي قدمًا في أي اتفاق.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه "حتى الآن لم تتلق إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من حماس بشأن وضع الرهائن الموجودين على القائمة".
هدنة غزة المتعثرة
وفي سياق منفصل، قال متحدث باسم نتنياهو إن التسريبات الصادرة عن المحادثات التي استؤنفت مؤخرا في الدوحة والتي تشير إلى إحراز تقدم هي "تحريف" من جانب الجماعة ، وحث وسائل الإعلام على تجاهل "الدعاية والإرهاب النفسي" الذي تمارسه حماس.
وقالت وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك رويترز وبي بي سي، إنها تلقت القائمة من حماس، لكنها رفضت الكشف عن تفاصيل الأسماء. ووفقا لرويترز، تضمنت القائمة "10 نساء و11 رجلا أكبر سنا تتراوح أعمارهم بين 50 و85 عاما، فضلا عن أطفال صغار قالت حماس في وقت سابق إنهم قتلوا في غارة جوية إسرائيلية".
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن حماس رفضت الإفصاح عن هوية من هم على قيد الحياة في القائمة.
وقد دارت المحادثات إلى حد كبير حول صفقة مقترحة من ثلاث مراحل يتم بموجبها إطلاق سراح الحالات "الإنسانية"، بما في ذلك النساء والأطفال والضعفاء، أولاً، ثم الرجال الإسرائيليين في سن القتال، ثم رفات القتلى خلال هجوم السابع من أكتوبر أو أثناء وجودهم في الأسر. وتوافق إسرائيل على إطلاق سراح عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين، في حين تعيد نشر قواتها وتنهي القتال في غزة.
وتعثرت المحادثات إلى حد كبير بسبب عدد من القضايا، لكن صحيفة هآرتس ذكرت يوم الاثنين أن إسرائيل أصبحت متفائلة بشكل متزايد بشأن فرص التوصل إلى اتفاق وأن المحادثات تتجه إلى النهاية.
وذكرت مصادر لم تسمها الصحيفة أن إسرائيل اقترحت صفقة جزئية بهدف تجاوز مطلب حماس بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وذكر التقرير أن نتنياهو وكبار الشخصيات ما زالوا يقررون ما إذا كان رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي ترأس فريق التفاوض الإسرائيلي، ينبغي أن يتوجه إلى قطر لإجراء المحادثات.
وأشارت تقارير أخرى إلى إحراز تقدم في المحادثات، ولكن في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الأحد، حذر المتحدث باسم نتنياهو من نشر أي تسريبات من حماس حول المفاوضات.
وعود بلينكن الخادعة
وبدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن ثقته في أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سوف يتم التوصل إليه في نهاية المطاف، مشيرا إلى أنه قد لا يحدث إلا بعد مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه في 20 يناير.
وقال بلينكن، الذي حاول مرارا وتكرارا العام الماضي التوسط في وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إن إدارة بايدن "ستعمل كل دقيقة من كل يوم" حتى نهاية ولايتها لتأمين صفقة بشأن الرهائن.
وقال بلينكين للصحفيين خلال زيارة إلى سيول "نريد بشدة أن ننتهي من هذا الأمر خلال الأسبوعين المقبلين".
وقال بلينكين "إذا لم نتمكن من إنجاز المشروع خلال الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم إكماله في مرحلة ما، وآمل أن يكون ذلك عاجلا وليس آجلا".
وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، بتقديم دعم أقوى لإسرائيل وحذر حماس من "جحيم يدفع ثمنه" إذا لم تطلق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر3 في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وخطف 251 رهينة، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وذكرت تقارير نقلا عن مسؤولين من حماس وإسرائيل مساء الأحد أن الحركة اتفقت مع إسرائيل على قائمة تضم 34 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل، رغم أن حماس استمرت في رفض الكشف عن تفاصيل من بينهم على قيد الحياة.
وأوضحت التقارير اللاحقة أن حماس لم تقدم قائمة بالأسماء، بل أشارت إلى أن القائمة التي تضم 34 اسماً والتي أرسلتها قبل عدة أشهر مقبولة بالنسبة لها، لكن إسرائيل اعتبرت المعلومات غير كاملة.
ونقل موقع "والا" الإخباري عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه أن حماس وافقت على القائمة مقابل "سعر مناسب" - أي عدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة - لكنها رفضت أن تقول من بين الرهائن ما زال على قيد الحياة ومن ليس كذلك.
وقال المسؤول إن "حماس وافقت على إطلاق سراح 34 أسيراً إسرائيلياً من قائمة قدمتها إسرائيل ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى"، مضيفاً أن حماس تحتاج إلى الوقت لتحديد حالتهم.
ومن غير المرجح إلى حد كبير أن توافق إسرائيل على وقف القتال لمدة أسبوع دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويسعى المفاوضون إلى التوصل إلى وقف للحرب المستمرة منذ 15 شهرا، إلى جانب إطلاق سراح 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، وقد اختطف 96 منهم في السابع من أكتوبر
وبحسب مصادر إسرائيلية فإن 34 رهينة على الأقل اختطفوا في السابع من أكتوبر لم يعودوا على قيد الحياة. كما تحتجز حماس جثتي جنديين قتلا في عام 2014.
شروط حماس للتوصل إلى هدنة
وأكد المسؤول في حماس الذي تحدث لرويترز الأحد أن أي اتفاق مشروط بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة ووقف إطلاق النار الدائم، زاعما أنه لم يكن هناك أي تقدم من الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد.
وأصر نتنياهو خلال جولات عديدة من المفاوضات على أن إسرائيل لن تلتزم بإنهاء الحرب بشكل كامل، وقال إن القتال ضد حماس سوف يستأنف عند الانتهاء من أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وعقد نتنياهو سلسلة من المناقشات الأمنية في الأيام الأخيرة بشأن محادثات الرهائن، حيث ذكرت القناة 12 أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر كانوا حاضرين.
وأفاد موقعا "والا" و"أكسيوس" الإخباريان، الأحد، أن من المتوقع أن يسافر ديرمر إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع للقاء كبار المسؤولين من البيت الأبيض وإدارة ترامب القادمة.
غزة بعد الحرب
ومن بين القضايا العالقة في المحادثات هي كيفية حكم غزة بعد انتهاء الحرب، حيث تعهدت إسرائيل بالقضاء على حكم حماس وتشكك في إمكانية تولي إدارة تابعة للسلطة الفلسطينية مكانها.
مصادر في الوفد الإسرائيلي إلى قطر، أن إسرائيل قد توافق على منح قادة حماس الحصانة والامتناع عن استهدافهم في الخارج إذا وافقت الحركة على التنازل عن حكم قطاع غزة والانتقال إلى الخارج.
وأضاف التقرير أنه بدلاً من حماس، ستخضع غزة لسيطرة "هيئة فلسطينية مستقلة"، حسبما جاء في التقرير، بالتنسيق مع المجتمع الدولي. وسيتم إنشاء قوة حفظ سلام دولية، مماثلة لقوات اليونيفيل في لبنان، في هذا السيناريو، وستكون الولايات المتحدة مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ مثل هذا الاتفاق.
أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر 2023، وأفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي.