تركيا تدين خطط إسرائيل في الجولان و تحذر من مخاطر كبرى
ADVERTISEMENT
أدانت تركيا بشدة خطة الحكومة الإسرائيلية لمضاعفة عدد سكان مرتفعات الجولان المحتلة، واصفة إياها بأنها محاولة "لتوسيع حدود الاحتلال". تأتي هذه التصريحات التركية وسط جدل متصاعد حول النوايا الإسرائيلية في الجولان، الذي احتلته عام 1967 وضمته لاحقًا بشكل غير معترف به دوليًا. هذه الخطوة، بحسب مراقبين، تفتح الباب أمام مزيد من التوتر في منطقة تعاني أصلًا من اضطرابات سياسية وأمنية.
التصريحات التركية: إدانة قوية ومطالب دولية
في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، أكدت أن "خطة إسرائيل لتوسيع المستوطنات في الجولان المحتل تعد مرحلة جديدة في محاولاتها لتكريس الاحتلال وتوسيع حدودها". وأضافت الخارجية التركية أن "الخطوات الإسرائيلية الحالية تقوض جهود إرساء السلام والاستقرار في سوريا، وتزيد من التوتر في المنطقة".
ودعت تركيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف هذه السياسات، مؤكدة أن التوسع الاستيطاني غير قانوني وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يعتبر ضم الجولان باطلًا وغير شرعي.
الخطة الإسرائيلية: توسيع المستوطنات وتحقيق مكاسب سياسية
أقرت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، خطة تهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل خلال السنوات القادمة. ووفقًا لتقارير إسرائيلية، تسعى الخطة إلى جذب حوالي 30 ألف مستوطن جديد عبر إنشاء مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة حاليًا.
وتأتي هذه الخطة في سياق رؤية استراتيجية لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الجولان، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي عام 2019 بسيادة إسرائيل على المنطقة. ومع ذلك، أشارت الحكومة الإسرائيلية إلى أنها لا تسعى للتصعيد مع سوريا، رغم توغلها في المنطقة العازلة التي تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة، مستغلة الوضع الأمني الهش في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية.
السكان العرب في الجولان: بين الاحتلال والمقاومة
يعيش في الجولان المحتل حوالي 23 ألفًا من السكان العرب الدروز، الذين يحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، ويرفضون الضغوط الإسرائيلية للحصول على الجنسية الإسرائيلية. إلى جانب ذلك، يقطن الجولان حوالي 30 ألف مستوطن إسرائيلي موزعين في مستوطنات غير شرعية وفق القانون الدولي.
ورغم مرور أكثر من خمسة عقود على الاحتلال، يواصل السكان العرب في الجولان تمسكهم بهويتهم السورية، وسط تضييقات اقتصادية واجتماعية تمارسها السلطات الإسرائيلية، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع.
ردود فعل دولية محتملة: هل يتغير شيء؟
التصريحات التركية تأتي في سياق سلسلة من الإدانات الدولية لخطة إسرائيل في الجولان، حيث أكدت الأمم المتحدة سابقًا عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للجولان، داعية إسرائيل للانسحاب منه. ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي غالبًا ما يكتفي بالإدانات دون اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل.
ويرى مراقبون أن الموقف التركي قد يشكل جزءًا من حملة دبلوماسية واسعة لإعادة تسليط الضوء على قضية الجولان، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير في سوريا، والذي يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
الجولان المحتل: منطقة استراتيجية ونقطة صراع دائم
يُعد الجولان منطقة استراتيجية لوقوعه على الحدود السورية-الإسرائيلية، واحتلاله يمثل ورقة ضغط رئيسية في الصراع السوري-الإسرائيلي. وتستفيد إسرائيل من الموارد الطبيعية للجولان، بما في ذلك المياه والأراضي الزراعية، إلى جانب استغلاله كموقع عسكري استراتيجي.
ومع ضعف الموقف السوري بسبب الحرب الأهلية، تسعى إسرائيل لتعزيز مكاسبها في الجولان، مستغلة حالة الفوضى والضعف الإقليمي.