القواعد العسكرية الروسية في سوريا.. بين البقاء والانسحاب

تشير تقارير غربية إلى أن روسيا قد بدأت في تنفيذ خطة لإخلاء قواعدها العسكرية في سوريا، وذلك عقب تطورات متلاحقة على  الساحة السورية، من أبرزها سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية ونشرتها شركة ماكسار الاستخباراتية، أن القوات الروسية بدأت جمع العتاد العسكري في قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية، في خطوة قد تعكس تغييرات جذرية في استراتيجيتها العسكرية بالمنطقة.

قاعدة حميميم الجوية.. بداية الانسحاب الروسي؟

كشفت الصور عن استعداد طائرتين من طراز "أنتونوف أيه.إن-124" للنقل الثقيل في قاعدة حميميم، يُعتقد أنهما مخصصتان لنقل العتاد إلى خارج سوريا.

كما أظهرت الصور عمليات تفكيك مروحية مقاتلة من طراز "كيه.أيه-52"، إلى جانب تحركات تشير إلى مغادرة وحدات الدفاع الجوي من طراز "إس-400" التي كانت منتشرة سابقًا في القاعدة.

ورغم ذلك، تبقى القاعدة البحرية في طرطوس مستقرة دون تغيير كبير، حيث شوهدت فرقاطتان روسيتان قبالة السواحل السورية.
 

صور أقمار صناعية تكشف استعدادات روسية لسحب عتاد عسكري من سوريا

عبد الوهاب خليل: انتهازية إسرائيل للأوضاع في سوريا انتهاك للقوانين الدولية.. وعلى المجتمع الدولي التدخل

وزير الخارجية يتوجه إلى الأردن لبحث تطورات الأوضاع في سوريا

التحركات العسكرية.. ما بين التنظيم والخروج التدريجي

أفادت تقارير إعلامية غربية برصد قافلة عسكرية روسية تضم أكثر من 150 مركبة تتحرك على أحد الطرق السورية، وسط تأكيدات بوجود تنظيم دقيق لعملية الخروج.

مصادر مطلعة أكدت أن هذه التحركات تأتي ضمن اتفاق يسمح للقوات الروسية بالانسحاب بشكل منظم، بينما نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن روسيا أجرت بالفعل ترتيبات لإخلاء قواعدها بشكل كامل.

وأكد مسؤول أمني سوري متمركز قرب قاعدة حميميم أن طائرة شحن روسية أقلعت باتجاه ليبيا، وأنه من المتوقع أن تتبعها طائرات أخرى خلال الأيام المقبلة.

القواعد الروسية في سوريا.. بين الماضي والحاضر

قاعدة طرطوس البحرية:

تأسست عام 1977 وتم توسيعها في 2012 لتصبح مركزًا لإصلاح وتجديد السفن الروسية.

توفر للبحرية الروسية عمقًا استراتيجيًا في البحر المتوسط، بما في ذلك إمكانية وجود غواصات نووية.

قاعدة حميميم الجوية:

القاعدة الجوية الروسية الوحيدة خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق، واستخدمت كقاعدة رئيسية للغارات الجوية على المعارضة المسلحة.

شهدت نشاطًا في نقل المتعاقدين العسكريين الروس إلى أفريقيا.

قاعدة منبج وكوباني:

قاعدة منبج أصبحت تحت السيطرة الروسية بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2019.

قاعدة كوباني تمثل نقطة مراقبة لاتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وسوريا بعد اتفاق 2020.

هل يشكل الانسحاب نهاية للوجود الروسي؟

رغم الأنباء المتواترة عن استعداد روسيا لإخلاء قواعدها العسكرية، لا تزال التحركات محدودة نسبيًا، مع استمرار نشاط القاعدة البحرية في طرطوس.

قد يعكس ذلك استراتيجية جديدة تعيد تموضع القوات الروسية بدلًا من انسحاب كامل. وتشير بعض التحليلات إلى أن هذه الخطوة قد تكون ضمن إطار تكتيكي للتعامل مع التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، خصوصًا مع سقوط نظام بشار الأسد.