كوريا الشمالية تهاجم دولة العصابات في كوريا الجنوبية
ADVERTISEMENT
كسرت كوريا الشمالية صمتها المديد بشأن الأزمات السياسية في جارتها الجنوبية، لتوجه انتقادات لاذعة للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول. وصف الإعلام الرسمي الكوري الشمالي حكومة يون بـ دولة العصابات واتهمه بإعلان الأحكام العرفية في خطوة ديكتاتورية تهدد استقرار البلاد، في وقت يشهد فيه النظام السياسي في كوريا الجنوبية أسوأ أزمة منذ عقود.
خلفيات الأزمة: فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية
في الأسبوع الماضي، فاجأ الرئيس يون سوك يول الجميع بإعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، وهو قرار اتخذ بعد ما اعتبره تهديدات من "قوى معادية للدولة" استهدفت حكومته. وقد ألقى يون باللوم على المعارضة وأفراد من الجيش الذين اتهمهم بمحاولة تقويض السلطة في البلاد. ولكن سرعان ما انهار هذا القرار، حيث تمكن أعضاء من البرلمان الكوري الجنوبي من مقاومة القرار والعودة إلى مقر الجمعية الوطنية لمناقشة الموقف. وفي نهاية المطاف، تم إلغاء الأحكام العرفية بعد ساعات من إعلانها.
كوريا الشمالية: سخرية من الدمية يون سوك يول
على الرغم من أن كوريا الشمالية تشهد هي الأخرى مشهدًا من القمع السياسي، إلا أن الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ لم يتردد في السخرية من تصرفات الرئيس الكوري الجنوبي. وفي تقرير مفصل، وصفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية يون سوك يول بـ "الدمية" في يد القوى السياسية والعسكرية، متهمة إياه بمحاولة فرض سيطرة ديكتاتورية على الشعب الكوري الجنوبي. كما ورد في التقرير أن يون فشل في مواجهة الأزمة
ردود الفعل المحلية والدولية: أزمة في قلب ديمقراطية كوريا الجنوبية
الأزمة التي تلت إعلان الأحكام العرفية سلطت الضوء على هشاشة الوضع السياسي في كوريا الجنوبية، حيث استجاب البرلمان سريعًا بالتصويت ضد القرار. وشهدت البلاد احتجاجات عارمة شارك فيها آلاف المواطنين الذين رفضوا الإجراءات القمعية، مطالبين باستقالة الرئيس يون. كما كانت ردود الفعل الدولية قوية، حيث عبّرت القوى الغربية عن قلقها من تداعيات الأزمة على استقرار كوريا الجنوبية، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية. وفيما يخص الولايات المتحدة، رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإلغاء الأحكام العرفية، وأكد على أهمية احترام الديمقراطية والشرعية الدستورية.
هل سينتهي حكم يون سوك يول قريبًا؟
بالنظر إلى الفوضى السياسية التي تعيشها كوريا الجنوبية، يتساءل العديد من المراقبين عن مصير يون سوك يول. فالأزمة الأخيرة كانت بمثابة اختبار حقيقي لحكمه، ويبدو أن الخيارات أمامه أصبحت ضئيلة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية. ومع تقدم المعارضة السياسية في تقديم مشروعات قانونية لسحب الثقة منه، يظل السؤال قائمًا حول ما إذا كان سيصمد أمام هذه الأزمة أم سيتنحى في النهاية.
كوريا الشمالية: استقرار أم قمع؟
على الجانب الآخر من الحدود، تبدو كوريا الشمالية ثابتة تحت حكم عائلة كيم، التي تواصل تعزيز سلطتها بالقوة العسكرية والرقابة الاجتماعية. ومع ازدياد التوترات مع كوريا الجنوبية، يبدو أن النظام في الشمال يراقب عن كثب الوضع في الجنوب، مستفيدًا من أي ضعف يظهر في الديمقراطية الكورية الجنوبية. ورغم ما تشهده كوريا الشمالية من ظروف صعبة، إلا أن قدرتها على فرض السيطرة على الشعب وحماية نظامها السياسي يبدو أنها تزداد قوة.