انهيار حكم بشار الأسد..تفاصيل الأيام الأخيرة قبل سقوط دمشق
ADVERTISEMENT
شهدت سوريا تطورات دراماتيكية في الأيام الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، مع دخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق دون مقاومة تُذكر، ما مثّل ذروة انهيار نظام استمر أكثر من عقد من الزمان في مواجهة الاضطرابات والحرب الأهلية.
توغل المعارضة في دمشق وهروب الأسد
صباح اليوم الأحد ،8 ديسمبر، دخلت قوات المعارضة السورية أحياء العاصمة دمشق بعد ساعات من إحكام سيطرتها على مدينة حمص، دون مواجهة كبيرة من قوات النظام السوري. بالتزامن مع هذه التطورات، غادر بشار الأسد البلاد على متن طائرة صغيرة لم يُعرف وجهتها النهائية. وتشير بعض الروايات إلى احتمال سقوط الطائرة قرب طرطوس، بينما تحدثت مصادر روسية عن لجوء الأسد إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية.
تراجع النظام وتضاؤل الدعم الإقليمي والدولي
مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق، تراجع الدعم الإقليمي للنظام. وبحسب مصادر دبلوماسية، حاول الأسد استجداء تدخل تركيا عبر وساطة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي اتصل بأنقرة لبحث إمكانية إحياء المفاوضات. لكن الجانب التركي رفض التدخل، مشيرًا إلى أن الوضع الدولي لا يدعم استمرار الأسد في السلطة.
موقف إيران وحزب الله: تخلٍّ محدود
في مواجهة التقدم العسكري السريع لقوات المعارضة، أدرك النظام أن حلفاءه التقليديين، مثل إيران وحزب الله، لن يقدّموا دعمًا كبيرًا. أكدت مصادر أمنية أن حزب الله قرر الاقتصار على الدفاع عن المناطق الحدودية اللبنانية، في حين حاولت طهران عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي إقناع أنقرة بخفض التصعيد، دون تحقيق نتائج تذكر.
الخيارات الأخيرة: مسار أستانا وجولات الدوحة
انعقدت الجولة الأخيرة من مسار أستانا يوم 7 ديسمبر في العاصمة القطرية الدوحة بحضور تركيا، إيران، وروسيا، إضافةً إلى دول عربية كالسعودية وقطر. طرحت إيران وقف إطلاق النار وتثبيت خطوط التماس، إلا أن الجانب التركي رفض ذلك مشددًا على أن المعارضة لن تقبل إلا بانتقال سياسي كامل.
في هذه المفاوضات، برزت فكرة تشكيل هيئة حكم انتقالية لإدارة البلاد، ما دفع إيران لأول مرة إلى استخدام مصطلح "المعارضة السورية" في وسائل إعلامها الرسمية.
روسيا تعرض الرحيل الآمن للأسد
بحسب مصادر مطلعة، عرضت روسيا على الأسد فرصة للمغادرة الآمنة برفقة عائلته مقابل قبول الحكم الانتقالي، لكنه رفض. ومع توقف القوات المحيطة بدمشق عن القتال، أصبح بقاؤه مستحيلاً.
مغادرة مفاجئة وغياب المعلومات المؤكدة
تشير مصادر أمنية في دمشق إلى أن الأسد غادر بشكل سري على متن طائرة صغيرة. وحتى رئيس جهاز الأمن الوطني، اللواء كفاح ملحم، لم يعلم بخطة الرحيل. ويُعتقد أن ماهر الأسد، شقيق بشار، قد فرّ إلى العراق قبل سيطرة المعارضة على معبر البوكمال الحدودي.
مرحلة انتقالية تلوح في الأفق
بينما تعمل غرفة عمليات الجنوب بقيادة أحمد العودة، القائد السابق في المعارضة، على إدارة الشؤون الخدمية في دمشق، يتفق المراقبون على أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم مختلف الأطراف السورية، وسط دعم دولي واسع لهذا التوجه.
ختامًا، يفتح سقوط دمشق صفحة جديدة في تاريخ سوريا، مع احتمال بدء حقبة انتقالية تنهي سنوات من الحرب الأهلية والمعاناة.