رهائن غزة واتفاقيات أبراهام.. كيف يخطط ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط؟
ADVERTISEMENT
كشف مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، عن أبرز معالم السياسة الخارجية التي ستتبعها إدارة ترامب خلال ولايته المقبلة. وأكد بولس في مقابلة مع مجلة لو بوان الفرنسية أن الهدف الأول هو التطبيع بين السعودية وإسرائيل، بما يعزز السلام الدائم في المنطقة ويؤسس لعلاقات مستدامة بين الطرفين.
وأوضح بولس أن خارطة الطريق لإقامة دولة فلسطينية ستكون جزءًا أساسيًا من المناقشات، مشيرًا إلى أن السعودية لا تطالب بإقامة دولة فلسطينية فورًا، لكنها تسعى لرؤية خطة متكاملة تضمن تحقيق هذا الهدف على المدى الطويل.
اتفاقيات أبراهام: نحو توسع أكبر بمشاركة 12 دولة عربية
أشار بولس إلى أن اتفاقيات أبراهام ستكون حجر الزاوية في السياسة الخارجية الجديدة، مضيفًا أن التوصل لاتفاق بين السعودية وإسرائيل سيفتح الباب أمام ما لا يقل عن 12 دولة عربية أخرى للانضمام لمسار التطبيع.
وقال بولس إن الإدارة القادمة تعتزم استئناف المفاوضات حول هذه الاتفاقيات، مع التركيز على خلق تحالف إقليمي أوسع يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
الضفة الغربية: تصريحات متباينة وسياسة محددة قريبًا
فيما يتعلق بالتصريحات الإسرائيلية حول ضم الضفة الغربية، أكد بولس أن إدارة ترامب لم تحدد بعد موقفها النهائي، لكنه أوضح أن السياسة المتعلقة بهذه القضية ستصبح واضحة ومحددة مع بداية ولاية ترامب الثانية في 20 يناير 2025.
تصريحات بولس جاءت ردًا على تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي وصف فوز ترامب بأنه "فرصة تاريخية" لضم الضفة الغربية، معتبرًا أن عام 2025 قد يكون عام "السيادة الإسرائيلية" في تلك المناطق.
رهائن غزة: أولوية إنسانية تتصدر المشهد
شدد بولس على أن قضية الرهائن المحتجزين في غزة ستحظى بأولوية قصوى في إدارة ترامب، مؤكدًا أن إطلاق سراحهم لا يجب أن يكون مشروطًا بوقف إطلاق النار.
وكان ترامب قد حذر، في تصريحات على منصاته للتواصل الاجتماعي، من عواقب وخيمة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل موعد تنصيبه، مشيرًا إلى أن القضية تمثل اختبارًا هامًا لحكومته المقبلة.
لبنان وسوريا: استراتيجيات لإعادة التوازن الإقليمي
وحول التطورات في لبنان، وصف بولس اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بأنه "تاريخي"، مشيرًا إلى تدمير نحو 70% من أسلحة حزب الله الاستراتيجية. وأكد أن الجيش اللبناني يجب أن يلعب دورًا أساسيًا في نزع السلاح ومنع التهريب عبر الحدود.
أما في سوريا، فأوضح بولس أن الأوضاع تتغير بوتيرة سريعة، مشيرًا إلى دور محوري لكل من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران في تحديد مستقبل البلاد.
إيران: سياسة صارمة دون تغيير النظام
أكد بولس أن ترامب لن يسعى لتغيير النظام الإيراني، لكنه سيعمل على منع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
وشدد على أن الصواريخ الباليستية الإيرانية تمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل والدول الخليجية، مشيرًا إلى أن سياسة ترامب ستستهدف تقليص نفوذ وكلاء إيران في المنطقة، بما في ذلك غزة ولبنان واليمن والعراق.
وأضاف أن اختيار ماركو روبيو وزيرًا للخارجية ومايك والتز مستشارًا للأمن القومي يعكس رغبة الإدارة الجديدة في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران، خاصة مع التركيز على ضبط تحركاتها الإقليمية وتهديداتها النووية.