كوريا الشمالية في الصورة.. هل تحرك الأزمة في الجنوب؟
ADVERTISEMENT
في تطور سياسي دراماتيكي، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الأحكام العرفية، مبررًا ذلك بوجود تهديدات داخلية من المعارضة وصفها بالتواطؤ مع كوريا الشمالية. هذه الخطوة، التي قوبلت برفض واسع من البرلمان وأثارت مظاهرات حاشدة في العاصمة سول، تعتبرها المعارضة انتكاسة للديمقراطية التي عرفتها كوريا الجنوبية منذ أربعة عقود.
الرئيس يون أكد أن الإجراءات ضرورية لحماية النظام الدستوري، في حين تصف المعارضة القرار بأنه "استبداد جديد" يهدف لقمع خصومه السياسيين.
رفض برلماني وتصعيد شعبي
صوت البرلمان الكوري الجنوبي بأغلبية ساحقة ضد قرار الأحكام العرفية، واعتبره غير دستوري. في المقابل، نظمت المعارضة مظاهرات حاشدة أمام البرلمان، مؤكدة عزمها على مواجهة القرار بكل الوسائل السلمية.
هذا الانقسام العميق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يعكس أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث تشير التقارير إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة للقرار.
موقف الجيش: عامل حاسم في الأزمة
يلعب الجيش الكوري الجنوبي دورًا حاسمًا في تنفيذ الأحكام العرفية أو رفضها، حيث يُنظر إليه كضامن للاستقرار الوطني. وأشار المحلل روس فينغولد إلى أن قرار الجيش في الساعات القادمة سيكون مفصليًا، إما بتهدئة الوضع أو بتصعيد الأزمة.
اختبار حياد الجيش في هذه اللحظة الحرجة سيحدد مسار الأزمة ومدى تأثيرها على الديمقراطية الكورية.
الحلفاء الدوليون: مراقبة حذرة من واشنطن
تتابع الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لكوريا الجنوبية، الأزمة بقلق بالغ. في بيان مقتضب، دعت واشنطن إلى احترام سيادة القانون وضمان حرية التعبير.
ويرى محللون أن الموقف الأمريكي قد يتخذ طابعًا أكثر حدة إذا استمرت الأزمة، خاصة مع تصاعد التوترات بين المعارضة والرئيس، مما يهدد استقرار أحد أهم شركاء واشنطن في آسيا.
كوريا الشمالية: الرابح من الأزمة؟
وسط هذا التصعيد، تبرز كوريا الشمالية كطرف مستفيد من الأزمة السياسية في الجنوب. يشير خبراء إلى أن بيونج يانج قد يستغل الوضع لتكثيف حملاته الدعائية ضد سيول، مؤكدة أن الديمقراطية في الجنوب هشة وغير مستقرة.
إضافة إلى ذلك، ترى كوريا الشمالية في هذا الاضطراب فرصة لتعزيز موقفها داخليًا أمام شعبها، مستغلة أجواء الانقسام الجنوبي لتشويه صورة خصمها التقليدي.
السيناريوهات المحتملة: تهدئة أم تصعيد؟
مع تزايد الاحتجاجات واستمرار الخلافات بين السلطات في كوريا الجنوبية، تبدو الأزمة في طريقها إلى المزيد من التعقيد. يرى روس فينغولد أن الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو العودة إلى الحوار السياسي أو إجراء انتخابات مبكرة لتجديد الثقة بين الشعب ومؤسساته.
ومع ذلك، فإن أي تصعيد إضافي قد يدفع البلاد نحو أجواء الحكم العسكري، مما يهدد الديمقراطية الكورية الجنوبية بشكل كبير.