مصر تدعو مجلس الأمن لوقف الحرب على غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي في لبنان

خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، أعرب السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عن إدانته الشديدة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، والتي صاحبتها قيود تعسفية تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، مما فاقم من الكارثة الإنسانية.
ودعا السفير عبد الخالق مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف فاعل عبر إصدار قرار يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أهمية عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مسار المفاوضات لتحقيق السلام المنشود. كما حث المجتمع الدولي على رفض التعاطي مع القرارات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تقوض أي فرص لتحقيق الاستقرار.
الوضع في لبنان
وتطرق المندوب المصري أيضًا إلى الوضع المتأزم في لبنان، مطالبًا بوقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وانسحاب قوات الاحتلال، مع الإشارة إلى التداعيات الإنسانية الخطيرة الناتجة عن هذا العدوان، والذي تصاعد منذ سبتمبر الماضي، وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتشريد أكثر من مليون شخص.
تحقيق السلام العادل والشامل
وأكد السفير عبد الخالق أن تحقيق السلام العادل والشامل هو الركيزة الأساسية لضمان أمن واستقرار المنطقة، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعمل الجاد على تطبيق حل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق التهدئة الدائمة.
تأتي هذه الدعوات وسط تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تشهد المنطقة مجازر مروعة بحق المدنيين في ظل حصار خانق وأوضاع إنسانية متدهورة.
ملاحقة المحتجزين وتدمير حماس
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تقديم مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لأي شخص في غزة يسلم محتجزًا إسرائيليًا لتل أبيب. جاء ذلك خلال زيارته لمعبر نتساريم في قطاع غزة، حيث شدد على أن حماس لن تستمر في حكم القطاع، وأن إسرائيل لن تتراجع عن جهودها لإعادة المحتجزين، أحياءً كانوا أو أمواتًا.
تصريحات نتنياهو: تعهدات بملاحقة المحتجزين وتدمير حماس
في كلمة ألقاها خلال زيارته برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، قال نتنياهو إن "إسرائيل تواصل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة"، مضيفًا: "نحن ندمر القدرات العسكرية لحماس، ونستهدف قدرتها على الحكم في القطاع. حماس لن تكون في غزة".
وأكد نتنياهو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى ضمان عدم استمرار حكم حماس في غزة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي "يحقق نجاحات كبيرة في القضاء على البنية التحتية العسكرية للحركة".
مكافأة مالية كبيرة: عرض لتحفيز التعاون
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مكافأة مالية بقيمة 5 ملايين دولار، لمن يسلم أي محتجز إسرائيلي من داخل غزة، قائلاً: "الاختيار في أيديكم، ولكن النتيجة واحدة، سنعيد جميع المحتجزين إلى ديارهم".
ويُعتبر هذا العرض جزءًا من محاولات إسرائيل لتقويض دعم السكان المحليين لحركة حماس، ولحثهم على تقديم معلومات قد تساعد في استعادة المحتجزين.
تصاعد التوترات: عمليات عسكرية متواصلة
تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بعد أن أطلقت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، والتي شملت إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر نحو 250 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، أعلنت إسرائيل الحرب رسميًا على غزة، ونفذت قصفًا مكثفًا استهدف البنية التحتية والمناطق السكنية، قبل أن تبدأ عملياتها العسكرية البرية.
الوضع الإنساني: تفاقم المعاناة في غزة
أسفرت العمليات العسكرية المستمرة عن تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والوقود، فضلًا عن تزايد أعداد الضحايا المدنيين. كما حذرت منظمات دولية من أن استمرار العمليات سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
أثارت تصريحات نتنياهو وانتشار العمليات العسكرية ردود فعل دولية متباينة، حيث دعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الكبرى إلى ضرورة التهدئة وضبط النفس، مع التشديد على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.