سبع ولايات متأرجحة.. من سيربح المعركة الحاسمة في الانتخابات الأمريكية 2024؟
ADVERTISEMENT
في انتخابات تُعتبر الأكثر تنافسية وأهمية في التاريخ الأمريكي الحديث، تركز الحملتان الرئاسيتان لكل من المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس على كسب أصوات الناخبين في سبع ولايات متأرجحة، تُعد حاسمة لتحديد الفائز.
فبينما تشهد ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك ميلاً واضحًا نحو الديمقراطيين، وتعتبر ولايات مثل كنتاكي وأوكلاهوما معاقل للجمهوريين، تتأرجح نتائج هذه الولايات السبع بين الحزبين، مما يجعلها مفتاح السباق نحو البيت الأبيض. إذ يعتمد النظام الانتخابي الأمريكي على أصوات المجمع الانتخابي، الذي يتطلب حصول المرشح على 270 صوتًا من أصل 538 للفوز.
فيما يلي قراءة مفصلة لهذه الولايات ودورها في حسم نتائج الانتخابات الأمريكية 2024.
بنسلفانيا (19 صوتًا في المجمع الانتخابي)
بنسلفانيا، الولاية التي تُعرف بأنها من أكثر الولايات المتأرجحة صعوبة، شهدت تحولاً سياسيًا مفاجئًا في عام 2016 عندما فاز بها ترامب، لتعود مرة أخرى للديمقراطيين بفوز بايدن في 2020. تشتهر بنسلفانيا بمدن صناعية ضمن "حزام الصدأ" مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، التي تأثرت على مدى عقود بالتدهور الصناعي والاقتصادي.
تسعى حملة ترامب لكسب دعم المناطق الريفية والناخبين البيض الذين يحملون هواجس تجاه قضية الهجرة، بينما تركز هاريس على استثمار الحكومة في البنية التحتية، حيث أعلنت عن خطة استثمار بقيمة 100 مليار دولار لدعم قطاع التصنيع، في محاولة لجذب الناخبين الصناعيين.
جورجيا (16 صوتًا)
شهدت جورجيا تحولات تاريخية خلال الانتخابات الأخيرة، حيث حقق بايدن فوزًا غير متوقع، ليصبح أول ديمقراطي يفوز في هذه الولاية الجنوبية منذ عام 1992. تعد جورجيا مسرحًا لنزاع سياسي طويل الأمد، إذ يواجه ترامب تهماً قانونية تتعلق بمحاولاته السابقة للتأثير على نتائج الانتخابات في الولاية عبر طلبه "إيجاد" أصوات إضافية لصالحه.
تركز حملة هاريس على استقطاب أصوات الناخبين من الأقليات العرقية، خاصةً من الأمريكيين من أصل أفريقي الذين يشكلون جزءاً كبيراً من الناخبين، بينما يعتمد ترامب على محاولاته لاستعادة ثقة الناخبين البيض المحافظين الذين يشكلون قاعدة تقليدية له.
كارولينا الشمالية (16 صوتًا)
كارولينا الشمالية، التي تُعتبر الولاية المتأرجحة الوحيدة التي صوتت للجمهوريين في 2020، تشهد تذبذباً في ميول الناخبين بين الديمقراطيين والجمهوريين. رغم ميل الولاية للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، فقد انتخبت حاكمًا ديمقراطيًا منذ عام 2017.
بعد إعصار هيلين المدمر الذي ضرب الولاية وأثار جدلاً حول استجابة الحكومة، يحاول ترامب الاستفادة من الأزمة لتعزيز موقفه، فيما تعمل هاريس على جذب الشباب الأمريكيين من أصل أفريقي الذين يتزايد حضورهم في الساحة السياسية.
ميشيغان (15 صوتًا)
تعتبر ميشيغان من أهم معاقل الديمقراطيين، لكن هذه الولاية شهدت مفاجأة بفوز ترامب في 2016، قبل أن تعود لصالح بايدن في 2020. وتعتمد هاريس على تأييد قوي من الناخبين المسلمين وذوي الأصول العربية الذين يعارضون الدعم الأمريكي لإسرائيل، بينما يسعى ترامب للتركيز على ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، متهمًا هاريس بكونها شريكة في السياسات الاقتصادية الديمقراطية.
أريزونا (11 صوتًا)
تعتبر أريزونا من الولايات التي شهدت تحولًا غير مسبوق بفوز بايدن في 2020 بعد سنوات من الدعم الجمهوري. وتعد قضية الهجرة محورًا رئيسيًا في هذه الولاية الحدودية مع المكسيك، حيث يعتمد ترامب على خطابه المتشدد تجاه الهجرة غير الشرعية، بينما تدعو هاريس إلى إصلاحات توازن بين تأمين الحدود وحقوق المهاجرين.
ويسكونسن (10 أصوات)
كانت ويسكونسن إحدى الولايات التي حسمت بفوز ترامب في 2016، لكنها تحولت لصالح بايدن في 2020. وتطمح حملة هاريس إلى استقطاب الجمهوريين المعتدلين الذين يشعرون بالقلق تجاه خطابات ترامب، معتمدة على خطاب يوصف ترامب بكونه "تهديدًا للديمقراطية". ومن جهة أخرى، يركز ترامب على الناخبين الريفيين ومخاوفهم من التغييرات الاقتصادية.
نيفادا (6 أصوات)
رغم أن نيفادا تُعد من أصغر الولايات المتأرجحة من حيث عدد الأصوات في المجمع الانتخابي، إلا أن نتائجها قد تكون حاسمة في الانتخابات. وتشتهر الولاية بصناعة السياحة، وتعد لاس فيغاس من أهم مدنها، حيث يعتمد ترامب على دعم الناخبين من أصول لاتينية الذين بدأ بعضهم ينأى عن الحزب الديمقراطي، بينما تكثف هاريس جهودها للترويج لخطط اقتصادية تدعم الأعمال الصغيرة وتكافح التضخم.
معركة محمومة وأصوات حاسمة
تشهد هذه الولايات السبع تنافساً شديداً بين حملتي ترامب وهاريس، حيث يحاول كل منهما جذب الناخبين من خلال التركيز على قضايا تمس حياتهم بشكل مباشر، مثل الاقتصاد والهجرة والصحة. ويعقد المرشحان تجمعات مكثفة في هذه الولايات المتأرجحة، بالإضافة إلى حملات إعلانية مكثفة تهدف إلى التأثير على اختيارات الناخبين.
بينما تبقى النتائج غير محسومة حتى يوم الاقتراع، إلا أن التركيز المتزايد على هذه الولايات يعكس الدور الحاسم الذي ستلعبه في تحديد الفائز. إذ يعتمد المرشح الذي سينجح في كسب تأييد الأغلبية في هذه الولايات على خطوات مدروسة وخطابات موجهة بدقة، لأن بضع آلاف من الأصوات في هذه المناطق قد تكون هي العامل الفاصل بين فوز أحد المرشحين أو خسارته.