الهالوين بين الماضي والحاضر.. كيف تحوّل الاحتفال من طقوس مرعبة إلى يوم ممتع؟
ADVERTISEMENT
في 31 أكتوبر من كل عام، يحتفل الملايين حول العالم بـعيد الهالوين، الذي أصبح ظاهرة ثقافية مليئة بالتقاليد والعادات المتنوعة التي تجمع بين الخوف والمرح. لكن القصة الحقيقية وراء الهالوين ترجع إلى عصور قديمة، حيث ارتبطت المناسبة بمعتقدات غامضة وطقوس مرعبة تنبع من الشعوب السلتية التي كانت تحتفل بـ"سامهاين" إيذانًا ببداية العام الجديد في المملكة المتحدة وإيرلندا وأجزاء من فرنسا.
أصل الهالوين: مهرجان سامهاين وأرواح العالم الآخر
يعود أصل عيد الهالوين إلى مهرجان "سامهاين" الذي كانت تقيمه الشعوب السلتية، إذ اعتقدوا أن هذا اليوم يفصل بين الصيف والشتاء وبين عالم الأحياء وعالم الأرواح.
في هذه الليلة، كانوا يؤمنون بأن الحواجز بين العوالم تُرفع، مما يسمح للأرواح بالتجول بين الناس. ولإبعاد هذه الأرواح الشريرة، كان السكان يشعلون نيران ضخمة على حواف الحقول، ويقدمون قرابين للحماية.
وتروي الأساطير أن السكان كانوا يرتدون أزياء مرعبة ويضعون أقنعة غريبة ليربكوا الأرواح ويخدعوها، مما يعد الجذور الأولى للأزياء التنكرية التي نراها اليوم في الهالوين.
الهالوين من الخوف إلى الفوبيا: كيف تحوّل القلق إلى احتفال؟
قد يبدو الهالوين اليوم مناسبة ممتعة، إلا أنه كان يُعتبر في الماضي وقتًا يستدعي الخوف، حيث كان الناس يعتقدون أن الأرواح الغاضبة تخرج من الجحيم لتتجول بين الأحياء. هذا التصور القديم ساهم في انتشار "فوبيا الهالوين"، وهي حالة من الرهبة الشديدة من قدوم هذا اليوم.
“كان الهالوين قديمًا موسمًا لليالي المرعبة، حيث يُعتقد أن الأرواح تنبثق لتبحث عن مكانها بين الأحياء.”
وبمرور الزمن، تراجع هذا الخوف أمام الاحتفالات الحديثة، حيث أصبح الهالوين مناسبة للتسلية وإثارة الرعب بطريقة آمنة وممتعة.
الرموز المرعبة: القطط السوداء والخفافيش والأجواء المخيفة
أحد أبرز جوانب الهالوين اليوم هي الرموز المألوفة مثل القطط السوداء، والعناكب، والخفافيش، والتي اكتسبت شهرتها منذ العصور الوسطى عندما كانت تُعتبر رفقاء للسحرة. كانت هذه الحيوانات رمزًا للحظ السيء، وكان يعتقد أنها تجذب الأرواح وتعزز القوة السحرية، مما جعلها جزءًا من الهالوين.
ويقال إن القطط السوداء كانت تُعتبر علامة على وجود قوى شريرة، بينما كانت الخفافيش والعناكب تُرى كحراس السحرة، ما أضاف جوًا مرعبًا زاد من الغموض في الاحتفال.
تقاليد الحلوى ونحت القرع: من طقوس الفقراء إلى رمز عالمي
تعود عادة توزيع الحلوى في الهالوين إلى تقاليد قديمة، حيث كان الفقراء في أيرلندا والمملكة المتحدة يتنقلون من منزل إلى آخر يغنون مقابل مشروب ساخن أو وجبة. هذه العادة تطورت مع الوقت وأصبحت "خدعة أم حلوى"، إذ يرتدي الأطفال أزياء تنكرية ويجولون بين المنازل طلبًا للحلوى.
أما القرع المنحوت، فقد أصبح أحد رموز الهالوين الأساسية. ترجع هذه العادة إلى أسطورة جاك أوف لانترن، حيث يُعتقد أن القرع يحمي المنازل من الأرواح الشريرة. وفي عام 2023، سُجل رقم قياسي لأكبر قرع في العالم بوزن 1247 كيلوغرامًا، ليؤكد أهمية هذا الرمز في احتفالات الهالوين.
طقوس وأساطير غريبة: كيف ترتبط الملابس والسحرة بالهالوين؟
بحسب الأساطير القديمة، كان يُعتقد أنه بإمكان الناس رؤية السحرة في منتصف الليل إذا ارتدوا ملابسهم من الداخل إلى الخارج وساروا بطريقة معاكسة.
كما كان هناك اعتقاد بأن القيام بهذا الطقس في ليلة الهالوين يمكن أن يكشف عن عالم السحر والخفايا، ما زاد من ارتباط المناسبة بالأسرار والسحر. ورغم أن هذه الأساطير قد تلاشت مع الوقت، إلا أن الهالوين لا يزال يومًا يحمل في طياته العديد من القصص الغامضة.
أضخم مواكب الهالوين في العالم: احتفال نيويورك الكبير
في نيويورك، يقام أكبر موكب للهالوين في العالم، حيث يجتمع ما لا يقل عن 50 ألف شخص من مختلف الأعمار مرتدين أزياء مرعبة ومثيرة للمشاركة في الاحتفال. بدأ هذا الموكب كمجرد عرض بسيط للدمى، إلا أنه تطور ليصبح حدثًا عالميًا ضخمًا يشارك فيه الناس من جميع أنحاء العالم.
ويعتبر موكب نيويورك تجسيدًا للروح المرحة والمرعبة للهالوين، حيث يمزج بين التسلية والإثارة ويضفي أجواء خاصة على المدينة، مما يجعله وجهة سياحية لكل محبي هذه المناسبة.