مجلس الأمن يصوّت على تمديد بعثة الأمم المتحدة لدعم الاستقرار في ليبيا حتى 2025
ADVERTISEMENT
يتوجه مجلس الأمن الدولي غدًا نحو تصويت حاسم على مشروع قرار يهدف إلى تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 31 يناير 2025، مع إمكانية تمديد تلقائي لمدة تسعة أشهر إضافية حتى 31 أكتوبر 2025، إذا تم تعيين ممثل خاص دائم للبعثة بحلول نهاية يناير المقبل.
التفاصيل الرئيسية لمشروع القرار الجديد
يقترح مشروع القرار الجديد تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مع المحافظة على مهامها الأساسية التي تم تحديدها في القرار 2542 لعام 2020 والفقرة 16 من القرار 2570 لعام 2021، والتي تهدف إلى دعم العملية السياسية وتعزيز الاستقرار، وتوفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات وطنية طال انتظارها. يأتي هذا التصويت في ظل جمود سياسي مستمر بين الأطراف الليبية، مما يعقّد تنفيذ الحلول ويزيد من أهمية وجود البعثة كوسيط محايد.
ليبيا بين حكومتين متنافستين: صراع الشرعية مستمر
تشهد ليبيا صراعًا على الشرعية بين حكومتين متنافستين، حيث تتخذ حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة من طرابلس مقرًا لها، في حين تتخذ حكومة الاستقرار الوطني برئاسة أسامة حماد من بنغازي مقرًا، وتحظى بدعم مجلس النواب.
ويرى المراقبون أن هذا الصراع بين الحكومتين يعزز من الانقسام السياسي ويعقّد عملية الوصول إلى تسوية شاملة. وتستمر الخلافات حول التشريعات الانتخابية الضرورية لإجراء الانتخابات الوطنية، حيث تطرح فكرة تشكيل حكومة انتقالية موحدة للإشراف على الانتخابات، إلا أن هذا الطرح يلقى معارضة من حكومة الدبيبة وبعض الجهات في المجلس الأعلى للدولة.
غياب ممثل دائم للبعثة يعقّد جهود الاستقرار
منذ استقالة يان كوبيش من رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ديسمبر 2021، واجهت البعثة تحديات بسبب عدم تعيين ممثل خاص دائم، مما اضطر مجلس الأمن إلى اعتماد تمديدات قصيرة الأمد حتى أكتوبر 2022. وفي سبتمبر 2022، تم تعيين عبد الله باتيلي كممثل خاص للبعثة، إلا أن مساعيه لوساطة فعّالة بين الأطراف واجهت تحديات كبيرة، ما دفعه إلى تقديم استقالته في أبريل 2024 بعد أن عبّر عن إحباطه من التكتيكات السياسية التي تعرقل مسار الحل.
وتولت ستيفاني خوري منصب رئيس البعثة بالإنابة ونائبة الممثل الخاص بعد استقالة باتيلي، ولاتزال جهود تعيين ممثل دائم للبعثة مستمرة كأحد المحاور الرئيسية للتمديد الجديد.
آمال دولية باستعادة مسار الاستقرار عبر التمديد الجديد
يعكس تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة رغبة المجتمع الدولي في إعادة تفعيل جهود السلام وتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء انتخابات وطنية قد تساهم في توحيد ليبيا. ويرى خبراء أن بعثة الأمم المتحدة تلعب دورًا هامًا في دعم العملية السياسية وتقديم الدعم الفني والتقني اللازم.
ويأمل المراقبون أن يؤدي تعيين ممثل خاص دائم إلى تعزيز الحوار بين الأطراف وخلق مسار مستدام نحو الاستقرار، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية المتصاعدة.
الدعم الدولي للتمديد وسط مخاوف من تفاقم الأزمة
يحظى مشروع التمديد بدعم كبير من أعضاء مجلس الأمن، إذ يعكس إصرار المجتمع الدولي على تقديم الدعم لليبيا والعمل على استعادة الاستقرار. ومع ذلك، تزداد المخاوف من استمرار حالة الجمود السياسي وتأجيل الانتخابات الوطنية، وهو ما قد يعرقل جهود السلام ويزيد من حالة عدم الاستقرار.
ويأمل المجتمع الدولي في أن يتمكن التمديد الجديد من إعادة بناء الثقة بين الأطراف الليبية وتعزيز فرص بناء سلام مستدام يمكّن ليبيا من تحقيق تطلعات شعبها نحو مستقبل آمن ومستقر.