عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

انسحاب نيجيريا من مواجهة ليبيا..التفاصيل الكاملة لأزمة كروية غير مسبوقة

انسحاب نيجيريا من
انسحاب نيجيريا من مواجهة ليبيا

بدأت الأزمة بين ليبيا ونيجيريا يوم 9 أكتوبر، عندما وصلت بعثة المنتخب الليبي إلى نيجيريا لخوض مباراة الذهاب في التصفيات الإفريقية، فور وصول البعثة، واجه المنتخب الليبي سلسلة من الصعوبات، بدءًا من هبوط طائرتهم في مطار بعيد عن ملعب المباراة بمسافة 200 كيلومتر، مرورًا بتأخير الحافلات التي نقلت الفريق في ظروف غير مناسبة.
 

بعثة المنتخب الليبي إلى نيجيريا
بعثة المنتخب الليبي إلى نيجيريا

أُجبر الفريق على التنقل عبر طرق وعرة وسط الغابات، وبدون أي حماية أمنية كافية، مما أثار مخاوف حول سلامة البعثة. كما تعرض اللاعبون لمضايقات أمنية في الفندق، حيث تم تفتيشهم بطرق غير لائقة. وزاد الأمر سوءًا عندما اقتحمت جماهير نيجيرية تدريبات المنتخب الليبي، وهو ما أثر على استعدادات الفريق للمباراة. ولم تتوقف المعاناة هنا، فقد سُرقت سيارة تحمل معدات الفريق، مما تسبب في تأخير وصول اللاعبين إلى مقر إقامتهم.
 

رد فعل ليبي سريع: المعاملة بالمثل بعد 4 أيام فقط

في المقابل، لم يتأخر الجانب الليبي في الرد على ما واجهه منتخبهم في نيجيريا. يوم 14 أكتوبر، وصلت بعثة المنتخب النيجيري إلى مطار الأبرق في ليبيا لخوض مباراة الإياب، لكن المفاجأة كانت أن الطائرة هبطت في مطار يبعد 200 كيلومتر عن مدينة بنغازي، مما أعاد سيناريو المعاناة التي واجهها الليبيون في نيجيريا.
 

بعثة المنتخب النيجيري

احتجزت السلطات الليبية بعثة المنتخب النيجيري في المطار لساعات طويلة دون توفير طعام أو وسائل راحة، حيث أكد اللاعب النيجيري فيكتور بونيفيس عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا): "بقينا في المطار لمدة 13 ساعة دون طعام أو WiFi أو مكان للنوم". كما لم تُخصص حافلات مناسبة لنقل البعثة، ما اضطرهم إلى استخدام حافلات صغيرة غير مريحة للتنقل. وفي النهاية، قررت نيجيريا الانسحاب من المباراة، مما دفع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" إلى فتح تحقيق رسمي في الحادثة.
 

انسحاب نيجيريا وفتح تحقيق من "كاف"

أثار انسحاب المنتخب النيجيري من المباراة في بنغازي موجة من الجدل في الأوساط الرياضية، مما دفع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى فتح تحقيق فوري في الأحداث. وصرح الاتحاد الليبي لكرة القدم بأنه التزم بجميع الإجراءات اللازمة لاستقبال الفريق النيجيري، مؤكدًا أن المعاملة التي لاقاها الضيوف في ليبيا لا تقارن بما واجهه المنتخب الليبي خلال مباراة الذهاب في نيجيريا.
 

بعثة المنتخب النيجيري

نشر الاتحاد الليبي مقاطع فيديو توثق الظروف الصعبة التي واجهها منتخبهم في نيجيريا، بما في ذلك التنقل في طرق خطرة والاعتداءات الجماهيرية. وأكد الاتحاد أن المنتخب الليبي اختار خوض المباراة رغم كل المعوقات، على عكس المنتخب النيجيري الذي انسحب بسبب تأخير في التنقل وبعض الصعوبات اللوجستية.

أبعاد الأزمة وتأثيرها على العلاقات الرياضية بين البلدين

تعكس الأزمة الحالية بين ليبيا ونيجيريا تعقيد العلاقة بين البلدين على الصعيد الرياضي، حيث تحولت المنافسة الكروية إلى مواجهة غير مباشرة امتدت إلى وسائل الإعلام العالمية، التي ركزت على سوء المعاملة المتبادلة. وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صور اللاعبين النيجيريين المحتجزين في المطار، مما أثار انتقادات واسعة، في حين نشر الإعلام الليبي روايته حول ما واجهه منتخبهم في نيجيريا لتبرير ما حدث.

من جهته، يواصل الاتحاد الإفريقي "كاف" مساعيه لحل الأزمة، مشددًا على ضرورة التحقيق العادل لتحديد المسؤوليات، وسط توقعات بإصدار عقوبات على أي طرف يثبت تقصيره. ويخشى مراقبون من أن تتسبب هذه الأزمة في إلغاء مباريات مستقبلية بين المنتخبين، أو فرض عقوبات رياضية قد تؤثر على مشاركة الطرفين في المنافسات الإفريقية.

 هل تنتهي الأزمة أم تتصاعد؟

في ظل استمرار التصعيد بين الاتحادين الليبي والنيجيري، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات الرياضية بين البلدين. وبينما ينتظر الطرفان نتائج التحقيق الذي يجريه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تتصاعد الدعوات لضرورة حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية لتجنب مزيد من التصعيد. ومع هذه الأزمة، بات من الواضح أن الأجواء الرياضية يمكن أن تتأثر بسهولة بالخلافات اللوجستية، ما يعكس الحاجة إلى تنظيم أفضل وضمان معاملة متساوية لجميع الفرق المشاركة في البطولات القارية.

تابع موقع تحيا مصر علي