ماذا لو خسر ترامب؟...هل تواجه الولايات المتحدة اضطرابات جديدة في انتخابات 2024؟
ADVERTISEMENT
مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية في 5 نوفمبر 2024، يتزايد القلق السياسي في الولايات المتحدة من إمكانية اندلاع عنف سياسي شبيه بأحداث يناير 2021. يخشى العديد من المشرعين، وخاصة من الحزب الديمقراطي، من أن يؤدي رفض دونالد ترامب الاعتراف بنتائج الانتخابات في حال خسارته إلى اضطرابات مدنية واسعة النطاق. تأتي هذه المخاوف في ظل استعدادات أمنية مكثفة في واشنطن، حيث تعزز الأجهزة الأمنية الإجراءات الاحترازية لحماية المؤسسات الحكومية وضمان سلامة سير الانتخابات.
ترامب قد يرفض الخسارة: هل يتكرر سيناريو الكابيتول؟
أعرب عدد من المشرعين الديمقراطيين عن خشيتهم من أن يقوم الرئيس السابق دونالد ترامب بالطعن في نتائج الانتخابات إذا خسر أمام منافسه الديمقراطي، مما قد يثير احتجاجات واسعة بين أنصاره. يستعيد هؤلاء المخاوف المرتبطة بأحداث 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لتعطيل التصديق على نتائج الانتخابات. ويخشى كثيرون أن يؤدي سيناريو مشابه إلى فوضى سياسية ويهدد استقرار البلاد، خاصة مع تصاعد الخطاب السياسي المتشنج بين الجمهوريين والديمقراطيين.
تعزيز الأمن الوطني: استعدادات غير مسبوقة لتأمين الانتخابات
تزامنًا مع هذه المخاوف، بدأت أجهزة الأمن الفيدرالية والمحلية باتخاذ إجراءات احترازية مشددة. وأعلنت الخدمة السرية الأميركية عن تعزيز التدابير الأمنية في مبنى الكابيتول، حيث تم إقامة سياج حول المجمع، في خطوة تهدف إلى حماية المؤسسات من أي محاولات تخريبية.
وفي مشهد لافت، أجرت شرطة الكابيتول تدريبًا على إخلاء الضحايا، حيث هبطت ثلاث طائرات هليكوبتر على الجبهة الشرقية للمبنى في مناورة تعكس مدى جدية التحضيرات لأي سيناريو طارئ. وأفاد النائب الديمقراطي جريج لاندسمان من ولاية أوهايو بأن هذا المستوى من الإجراءات الأمنية لم يكن مسبوقًا، مشيرًا إلى أن التحضيرات تعكس قلقًا حقيقيًا من احتمال وقوع أعمال عنف في يوم الانتخابات.
مخاوف الديمقراطيين: عنف متوقع في كلتا الحالتين
خلال مناقشات مع عدد من المشرعين الديمقراطيين، أبدى العديد منهم قلقهم البالغ من العنف المحتمل بغض النظر عن نتائج الانتخابات. وأكدت النائبة ديليا راميريز أن فوز ترامب قد يمنح أنصاره شعورًا بالتفوق ويدفعهم إلى التصرف بعنف، بينما قد تؤدي خسارته إلى موجة غضب أكبر بين مؤيديه الذين لا يثقون في نزاهة الانتخابات.
في هذا السياق، شدد النائب جيسون كرو على ضرورة اليقظة وتوفير الحماية لأعضاء الكونغرس وعائلاتهم، مشيرًا إلى تصاعد التهديدات التي تستهدف المسؤولين الحكوميين في الفترة الأخيرة. كما أعربت النائبة آني كوستر عن قلقها من احتمال استهداف المسؤولين من قبل الجماعات المتطرفة.
مخاوف الجمهوريين: الخطر يأتي من اليسار أيضًا
من جانب آخر، يرى بعض المشرعين الجمهوريين أن العنف قد لا يقتصر على أنصار ترامب. وأشاروا إلى أن اليسار المتطرف قد يلجأ إلى الاحتجاجات العنيفة في حال فوز ترامب، خاصة خلال الفترة الانتقالية أو مراسم التنصيب. وحث النائب الجمهوري تروي نيلز حكام الولايات على الاستعداد من خلال نشر الحرس الوطني للتعامل مع أي اضطرابات محتملة.
وتوقع المشرعون الجمهوريون أن يكون التوتر خلال الأيام التي تلي الانتخابات حاسمًا، حيث قد يؤدي تأخر إعلان النتائج في بعض الولايات المتأرجحة إلى تأجيج التوترات، مما يعزز فرص وقوع اشتباكات.
تحديات المرحلة المقبلة: هل تنجح أميركا في تفادي الفوضى؟
في ظل هذه الأجواء المشحونة، تتساءل الأوساط السياسية عما إذا كانت الانتخابات الأميركية لعام 2024 ستشهد مرورًا سلسًا، أم أن البلاد ستجد نفسها في مواجهة أزمة جديدة تهدد ديمقراطيتها. ويعتبر المراقبون أن مفتاح النجاح يكمن في قدرة النظام السياسي على إدارة الخلافات وضمان قبول جميع الأطراف بنتائج الانتخابات.
وفيما تتواصل التحضيرات الأمنية على أعلى المستويات، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الولايات المتحدة تفادي العنف والحفاظ على استقرارها السياسي، أم أن البلاد ستشهد أحداثًا صادمة تعيد إلى الأذهان ذكريات اقتحام الكابيتول؟