تقرير: ماذا وراء استهداف إسرائيل لمواقع عسكرية داخل إيران؟
ADVERTISEMENT
كشف تقرير لموقع أكسيوس الأميركي، أن إسرائيل نفذت هجوماً جوياً استهدف منشآت عسكرية حيوية في إيران، ما أدى إلى تدمير معدات رئيسية تستخدم في إنتاج الصواريخ الباليستية. وبحسب ثلاثة مصادر إسرائيلية، فإن هذا الهجوم الحق ضرراً بالغاً بقدرة إيران على تجديد مخزونها الصاروخي، وقد يثني طهران عن تنفيذ ضربات صاروخية جديدة أو دعم حلفائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
كيف عطّلت إسرائيل إنتاج الوقود الصلب في إيران؟
بحسب التقرير، شملت الضربة الإسرائيلية تدمير 12 جهازاً من الخلاطات الكوكبية، التي تُستخدم في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وهو النوع الأكثر تطوراً ضمن ترسانة إيران. وأشارت المصادر إلى أن هذه المعدات المتقدمة لا تستطيع إيران تصنيعها محلياً، وتعتمد على استيرادها من الصين، مما يجعل عملية استبدالها تتطلب عاماً على الأقل.
ويمثل الوقود الصلب عنصراً حيوياً في تطوير الصواريخ طويلة المدى، ما يعني أن الهجوم الإسرائيلي سيحد بشكل كبير من قدرة إيران على تصنيع صواريخ جديدة وتزويد مخزوناتها الحالية.
هل يؤثر الهجوم على قدرة إيران على دعم حلفائها؟
في الوقت الذي تحتفظ فيه إيران بمخزون كبير من الصواريخ الباليستية، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عرقلة قدرتها على إنتاج المزيد سيؤدي إلى تقييد قدرتها على تزويد حلفائها، مثل حزب الله والحوثيين، بالصواريخ. هذا التطور قد يقلل من مستوى التهديد الصاروخي الذي تواجهه إسرائيل على أكثر من جبهة، خاصة مع تصاعد التوتر في لبنان وغزة.
إسرائيل تستهدف بطاريات S-300 ومصانع الطائرات بدون طيار
كشفت المصادر أن الهجمات شملت أيضاً استهداف أربع بطاريات دفاع جوي من طراز S-300، كانت متمركزة في مواقع استراتيجية داخل إيران. كما هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية مصنعاً لإنتاج الطائرات بدون طيار، مما يمثل ضربة مباشرة لقدرات إيران على استخدام المسيرات في العمليات الهجومية.
وفي خطوة اعتبرتها إسرائيل "رسالة رمزية"، استهدفت الطائرات أيضاً منشأة في بارشين، التي كانت تستخدم سابقاً في البحث والتطوير المتعلق بالأسلحة النووية.
إيران تقلل من أهمية الخسائر: هل يكون الرد قريباً؟
رغم الضربة الكبيرة التي تلقتها، قللت إيران من أهمية الخسائر، حيث قالت القوات المسلحة الإيرانية في بيان رسمي إن الأضرار اقتصرت على "أنظمة رادار"، مؤكدة أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت للهجوم واعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ الإسرائيلية. كما شددت على أن طائرات العدو لم تتمكن من اختراق المجال الجوي الإيراني.
وألمحت إيران إلى أنها تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، ولكن بيانها حمل لهجة دبلوماسية أخف مقارنة ببيانات سابقة، حيث أكدت أن طهران تدرك "مسؤولياتها تجاه السلام والأمن في المنطقة".
هل يؤدي الهجوم إلى تصعيد إقليمي شامل؟
يتزامن هذا الهجوم مع استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الهجوم الذي شنته حماس، المدعومة من طهران، على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. كما أن تصاعد المواجهات على الجبهة اللبنانية مع حزب الله يزيد من احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع، قد تشمل إيران بشكل مباشر.
وفي ظل هذا التصعيد، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل شخص في الضفة الغربية المحتلة. هذا التصعيد يعكس خطورة الوضع، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة ودول أخرى منع انفجار الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.
هل تنجح الضربة في ردع إيران عن هجمات مستقبلية؟
من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربة ستمنع إيران من الرد أو تقيد تحركاتها في المستقبل. ورغم الخسائر التي تكبدتها، ما زالت طهران تمتلك قدرات صاروخية كبيرة، وقد تلجأ إلى استهداف مصالح إسرائيلية أو تعزيز دعمها لحلفائها في المنطقة.
إسرائيل تراهن على أن تقييد إنتاج الصواريخ سيضعف قدرة إيران على تهديد أمنها على المدى الطويل. لكن التوترات الحالية تجعل أي تصعيد جديد قابلاً للانفجار في أي لحظة، خاصة في ظل الصراع المحتدم في لبنان وغزة.