«حسابات سياسية دقيقة».. هل انضمت السعودية لمجموعة بريكس؟
ADVERTISEMENT
مع انطلاق قمة بريكس، في مدينة قازان الروسية، بحضور الاجتماعات 36 دولة و24 رئيساً، كان الملفت في هذه القمة هو عدم حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان في القمة، مما أثار تساؤلات حول انضمام السعودية التكتل الاقتصادي، وعن ما إذا كانت المملكة مرحبة بالمشاركة في هذا التجمع الذي يمثل نحو 29% من حجم الاقتصاد العالمي ام أن هناك اعتبارات سياسية وأمنية دقيقة تضعها المملكة في الحسبان لتصبح جزء من هذا التكتل الذي يعتبر البعض أنه منافس للمعسكر الغربي.
السعودية بين انضمام إلى البريكس والحفاظ على علاقاتها مع الغرب
قراءة لهذه التحركات السعودية وحول عدم مشاركة بن سلمان في أول قمة تعقد بعد إعلان التكتل انضمام خمس دول إليها وهم مصر وإثيوبيا والإمارات وايران إلى جانب السعودية، فتقارير روسية قد أشارت إلى أن تمثيل السعودية في القمة "لن يكون على المستوى المأمول"، لافتا إلى أن المملكة تتجنب اتخاذ خطوات قد تثير توتر في العلاقات مع الغرب، لاسيما الولايات المتحدة حليفة السعودية فهي تريد أن يكون هناك علاقات مع دول البريكس، لكن في ذات الوقت لا يؤثر على علاقاتها مع التكتل الغربي.
العام الماضي أعلنت الأرجنتين رفضها الانضمام إلى البريكس، والآن أصبح موقف السعودية يثير تساؤلات حول انضمامها للتكتل، خاصة بعد مشاركة ولي العهد في في أول قمة أوروبية خليجية في بروكسل في وقت سابق من الشهر الجاري، والتي تصدرت أجندتها الحديث عن الأزمة في قطاع غزة ولبنان، إلى جانب تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين دول الخليج والدول الأوروبية.
حسابات سياسية واقتصادية
هيئة الإذاعة البريطانية BBC كشفت نقلاً عن مسؤول روسي رفيع المستوى أن: " وضع السعودية داخل التكتل الاقتصادي لا يزال غير مؤكد، بسبب الحذر السياسي والاقتصادي للمملكة، وعدم وجود إجراءات مبسطة للانضمام إلى الكتلة".
وأشارت BBC في تقرير لها قراءة لهذه التحركات السعودية المحسوبة واتخاذ العديد من الاعتبارات قبل أن تكون جزءًا من هذا النادي الاقتصادي بأن أبعاد الصراع العالمي بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية من جانب وروسيا والصين من جانب الأخر، ومطالبة بكين بعالم متعدد الأقطاب، يتضح أن هناك محاولات استقطاب عالمية للقوى الفاعلة في كل المجالات، وبما أن السعودية من أكبر الدول المنتج للنفط في العالم فإن وجودها في أي من هذه التحالفات أمر مهم وفعال للغاية.
وتتخد دول البريكس قراراتها في قمتها السنوية يتناوب أعضاء المجموعة على رئاستها لمدة عام.
وتم مناقشة في هذه القمة العديد من القضايا الدولية، من بينها ضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، إلى جانب إلى الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط والذي كان محور حديث قادة العالم ومطالبات بوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان.