عاجل
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وتصعيد يمتد إلى سوريا: قتلى وجرحى ومخاوف من انفجار إقليمي

سلسلة من الغارات
سلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات العنيفة اليوم الإثنين على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة أحياء ومرافق حيوية في إطار تصعيد غير مسبوق. وبلغ عدد الغارات 13 غارة، استهدفت حي حارة حريك، برج البراجنة، حي الجاموس في الحدث، ومنطقة الأوزاعي، التي قصفت للمرة الأولى منذ بدء الحرب الحالية.

وأسفرت إحدى الغارات، التي استهدفت محيط مستشفى رفيق الحريري الجامعي في منطقة الجناح، عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، وفق وزارة الصحة اللبنانية. كما تسببت الغارة في أضرار مادية كبيرة في المستشفى، مما أضاف ضغوطاً على النظام الصحي المتدهور في لبنان.

إسرائيل تهدد سكان الضاحية: إخلاء المنازل أو القصف

في بيان رسمي، طالب الجيش الإسرائيلي سكان عدة مناطق في الضاحية، بما في ذلك حارة حريك، برج البراجنة، الليلكي، ومنحدر القارب في الأوزاعي، بإخلاء منازلهم. وأشارت إسرائيل إلى أن هذه الإجراءات تأتي تمهيداً لاستهداف "بنية تحتية لحزب الله" داخل هذه الأحياء، على حد تعبيرها.

كما زعم الجيش الإسرائيلي أن المستشفيات في الضاحية الجنوبية تُستخدم لأغراض عسكرية، واتهم مستشفى الساحل باحتواء مخبأ مالي يضم مئات الملايين من الدولارات والذهب، تستخدمه قيادة حزب الله في تمويل عملياته. في المقابل، نفت إدارة المستشفى هذه الادعاءات ودعت الجيش اللبناني إلى تفتيش الموقع لتفنيد الرواية الإسرائيلية.

نقابة الأطباء: استهداف القطاع الصحي جريمة مرفوضة

ندّدت نقابة الأطباء اللبنانيين بما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي الخطير ضد المنشآت الطبية، مؤكدة أن هذه التهديدات "تُخرج القطاع الصحي عن الخدمة في وقت هو بأمسّ الحاجة إليه". وأضافت النقابة في بيانها أن "العدو الإسرائيلي يستهدف المستشفيات بالرغم من أن الطواقم الطبية تعمل بلا تمييز لخدمة جميع اللبنانيين".
 

هذا التصعيد العسكري ضد القطاع الصحي يأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، مما يزيد من حدة المعاناة الإنسانية في البلاد.

الغارات تمتد إلى سوريا: مقتل مسؤول مالي كبير لحزب الله في دمشق

لم يقتصر التصعيد الإسرائيلي على لبنان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف سيارة في حي المزة بدمشق، ما أدى إلى مقتل مسؤول مالي بارز في حزب الله، وفق ما أكدته إسرائيل. يُعد هذا الهجوم جزءاً من حملة أوسع تستهدف مواقع الحزب داخل سوريا ولبنان. كما أفادت وزارة الدفاع السورية بأن الغارة أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين.

وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي: "سنواصل استهداف حزب الله في أي مكان، سواء في لبنان أو سوريا"، في إشارة إلى استمرار التصعيد على عدة جبهات.

حزب الله يرد بقصف صاروخي ومسيرات على الجولان المحتل

ردّاً على الغارات الإسرائيلية، أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية، استهدف فيه ثكنة يفتاح في الجولان المحتل، مؤكداً أن الهجوم حقق إصابات دقيقة. كما قصف الحزب ثكنة يوآف ومعسكر كيلع في الجولان بعدد كبير من الصواريخ، ضمن هجمات متصاعدة تستهدف العمق الإسرائيلي.

وأفادت مصادر إسرائيلية أن حزب الله أطلق ما يزيد عن 170 مقذوفاً على المستوطنات الشمالية لإسرائيل خلال يوم الإثنين، ما يعكس استمرار التصعيد العسكري على الحدود بين الطرفين، وسط مخاوف من انفجار شامل للأوضاع.

تصاعد التوتر: هل نحن أمام مواجهة إقليمية شاملة؟

مع استمرار التصعيد على جبهتي لبنان وسوريا، يخشى مراقبون من تطور الأوضاع إلى مواجهة إقليمية شاملة. الوضع في غزة يشكّل عاملاً إضافياً في تعقيد المشهد، حيث تحاول إسرائيل منع حزب الله من فتح جبهة ثانية دعماً للمقاومة الفلسطينية.

تزايد الضربات الجوية على لبنان وسوريا، إضافة إلى الهجمات الصاروخية من حزب الله، يجعل المنطقة على حافة انفجار كبير، لا سيما في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة. المحللون يؤكدون أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا التصعيد، وسط تحذيرات دولية من توسع دائرة النزاع.

 

تابع موقع تحيا مصر علي