انخفاض حاد في أسعار النفط وسط توترات جيوسياسية وتحديات اقتصادية

في تطور غير مسبوق، شهدت أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكثر من عام. وقد هبط خام “غرب تكساس” الوسيط بأكثر من 2% ليصل إلى حوالي 69 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام “برنت” ليصل إلى حوالي 73 دولارًا للبرميل. ويعتبر هذا الانخفاض، الذي بلغ 8.4% في خام “غرب تكساس”، هو الأكبر منذ أكتوبر 2023.

ارتفاع طفيف في أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الإمدادات وتأثيرات الطلب العالمي

74.49 دولار للبرميل.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية

انخفاضًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي 

هذا التراجع يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة، بعد اغتيال زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار، مما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجديد دعواته لوقف إطلاق النار في غزة، رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية لم تكتمل بعد.

كما أظهرت بيانات حديثة من الصين، التي تُعتبر أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تراجع الطلب على النفط، حتى مع بروز مؤشرات على تحسن الاقتصاد الصيني. وقد توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد العالم عصرًا من أسعار الطاقة الأرخص في المستقبل القريب، نتيجة التحول نحو استخدام الكهرباء.

وعلى الرغم من الانخفاضات الحادة التي شهدتها أسعار النفط، فإن التقارير الأخيرة أفادت بانخفاض مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع الرابع، مما قد يحد من تفاقم الوضع. ورغم ذلك، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن ارتفاع العرض العالمي سيؤدي إلى فائض كبير في العام المقبل، بينما قلصت منظمة “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب على النفط في الفترة المقبلة.

هذا السياق الاقتصادي يتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عدم وجود نية لزيادة أسعار الوقود خلال الأشهر الستة المقبلة، مما يعكس حرص الحكومة المصرية على الحفاظ على استقرار السوق.

وعلى صعيد آخر، أكدت وزيرة التنمية المحلية أن مبادرة "حياة كريمة" تعد من أكبر المبادرات التنموية التي تُنفذ في مصر، في خطوة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتحسين الخدمات في مختلف المناطق.

بينما يتجه الاقتصاد العالمي نحو التغيير، يبدو أن أسعار النفط ستظل تحت المجهر في ظل التوترات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية، مما يتطلب مراقبة دقيقة من كافة الأطراف المعنية لضمان استقرار الأسواق.