عاجل
الخميس 17 أكتوبر 2024 الموافق 14 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

رسالة غامضة من وزير الدفاع الإسرائيلي.. هل انتهى مصير السنوار؟ التفاصيل الكاملة قيد التحقيق

وزير الدفاع الإسرائيلي
وزير الدفاع الإسرائيلي

وسط تصاعد العمليات العسكرية في غزة، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، تدوينة مثيرة للجدل ألمح فيها إلى اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. أرفق غالانت في رسالته آية من التوراة تقول: "ستطارد أعداءك فيسقطون أمامك بالسيف."، مضيفًا: "سنصل إلى كل إرهابي ونقضي عليه".

كما تضمنت الصورة التي نشرها غالانت محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، اللذين أعلنت إسرائيل عن اغتيالهما في وقت سابق، في إشارة ضمنية إلى أن السنوار قد يكون القائد الثالث الذي تم تصفيته في العملية الأخيرة.

الجيش الإسرائيلي: عملية نوعية في رفح وفحص DNA لتحديد الجثث

في بيان مشترك بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، أعلنوا عن تنفيذ عملية في منطقة تل السلطان برفح أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر المقاومة. وأكد البيان أن الجهات الأمنية تجري فحصًا للحمض النووي (DNA) للتأكد من أن إحدى الجثث تعود ليحيى السنوار.

أوضح البيان أن النتائج الأولية تشير إلى تشابه كبير بين إحدى الجثث والسنوار، لكن التأكد النهائي يتطلب عدة ساعات من التحليل. وفي حين يتواصل التحقيق، أكد الجيش أن المبنى المستهدف لم يكن يحتوي على أسرى أو مختطفين، وأن القوات تواصل عمليات التمشيط في المنطقة.

حماس تلتزم الصمت ووسائل الإعلام تترقب الإعلان الرسمي

حتى اللحظة، لم تصدر حركة حماس أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي مقتل يحيى السنوار. ويرى مراقبون أن صمت حماس يعكس محاولة لكسب الوقت أو الحفاظ على تماسكها في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الفحص الأولي للحمض النووي يشير إلى احتمالية مقتل السنوار، لكن النتائج النهائية لم تُعلن بعد.

يتزامن الغموض حول مصير السنوار مع تصاعد العمليات العسكرية في القطاع، مما يزيد من التوتر بين الجانبين. ويخشى كثيرون أن يؤدي تأكيد مقتل السنوار إلى تصعيد أكبر، حيث قد تسعى حماس للرد انتقامًا لاغتيال قائدها.
 

تصعيد مستمر: 377 يومًا من الحرب وتجاهل للقرارات الدولية

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت يومها 377 على التوالي، رغم قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات العسكرية، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 42,438، مع 99,246 إصابة، فيما لا تزال أعداد من الضحايا عالقين تحت الأنقاض.

وتواجه طواقم الإسعاف صعوبة في الوصول إلى الجرحى بسبب استمرار القصف وانهيار البنية التحتية في عدة مناطق. وتتهم جهات دولية إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، فيما لا تزال الأوضاع الإنسانية تتفاقم بشكل خطير.

يحيى السنوار: القائد الذي شكل تهديدًا مستمرًا لإسرائيل

يُعد يحيى السنوار أحد أبرز قيادات حماس وأكثرهم تأثيرًا، حيث يتهمه المسؤولون الإسرائيليون بأنه العقل المدبر للهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. أمضى السنوار 24 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.

على مدار السنوات الماضية، عزز السنوار نفوذه داخل الحركة، حيث انتُخب رئيسًا للمكتب السياسي في غزة، ولعب دورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل العلاقات الخارجية لحماس، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر. وتعتقد إسرائيل أن اغتيال السنوار سيمثل ضربة قوية لحماس، قد تعجّل بانهيار بنيتها العسكرية.

اغتيال السنوار: نقطة تحول أم بداية تصعيد جديد؟

في حال تأكد اغتيال يحيى السنوار، فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير جذري في مسار الصراع بين إسرائيل وحماس. ترى إسرائيل أن التخلص من السنوار سيُضعف الحركة، لكن في المقابل، يُتوقع أن تواجه إسرائيل هجمات انتقامية مكثفة من حماس.

ويرى محللون أن مقتل السنوار سيؤدي إلى مواجهة مفتوحة، خاصة أن الحركة ستسعى لإثبات قدرتها على الصمود حتى بعد فقدان قائدها. كما قد تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

مصير السنوار يحدد ملامح المرحلة المقبلة

يبقى مصير يحيى السنوار غامضًا حتى إعلان نتائج الفحص النهائي للحمض النووي. ومع استمرار العمليات العسكرية في غزة وتصاعد التوتر، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار الصراع. وفي حال تأكد مقتل السنوار، قد نشهد جولة جديدة من العنف في المنطقة، مما يعمق من معاناة سكان القطاع.

 

تابع موقع تحيا مصر علي