هل اغتالت إسرائيل يحيى السنوار؟ غموض حول مصير قائد حماس في غزة
ADVERTISEMENT
أعلنت القناة 13 الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية نفذت عملية اغتيال استهدفت يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في منطقة تل السلطان بمدينة رفح. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أنها تحقق في هوية إحدى الجثث التي تم العثور عليها في موقع العملية، مشيرة إلى إجراء فحص DNA للتأكد من أن الجثة تعود للسنوار.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية استهدفت مجموعة من عناصر حماس في الطابق الأرضي لأحد المباني في رفح، وعندما اقتحمت القوات الإسرائيلية المبنى، تبين أن أحد القتلى يشبه السنوار بشكل كبير. وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من حركة حماس حول مصير قائدها.
من هو يحيى السنوار؟ الرجل الأقوى في غزة
يعتبر يحيى السنوار أحد أبرز القيادات في حركة حماس، حيث تولى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في أغسطس 2023، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي قُتل في عملية اغتيال نُسبت لإسرائيل في طهران في يوليو الماضي.
وُلد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين في غزة عام 1962، وهو ينحدر من عائلة فلسطينية كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان قبل تهجيرها عام 1948. أمضى السنوار 24 عامًا في السجون الإسرائيلية بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 1988، قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى الشهيرة عام 2011، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
بعد الإفراج عنه، صعد السنوار بسرعة في صفوف الحركة، وأصبح قائدًا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، ثم تولى قيادة الحركة في غزة عام 2017. وخلال تلك الفترة، كان له دور بارز في تعزيز العلاقات الخارجية لحماس، وخاصة مع مصر، ومحاولة إصلاح الخلافات مع حركة فتح.
استهداف السنوار: محاولة لإنهاء حماس عسكريًا؟
تعتبر إسرائيل يحيى السنوار أحد أخطر قادة حماس وأكثرهم نفوذًا، حيث لعب دورًا حاسمًا في الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن اغتيال السنوار قد يكون خطوة حاسمة نحو إضعاف حماس وإنهاء قدراتها العسكرية.
وقال مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لموقع "أكسيوس" الأمريكي إن التخلص من السنوار سيكون له تأثير مدمر على حماس، وقد يُسرع بانتهاء الحرب المستمرة في غزة. وأكدت إسرائيل أن السنوار عمل مع محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للحركة، ونائبه مروان عيسى، في التخطيط للهجوم الأخير على إسرائيل.
تحقيقات وتوتر مستمر: فحص DNA لتحديد هوية السنوار
في بيان مشترك بين الجيش الإسرائيلي و"الشاباك"، تم التأكيد على اغتيال ثلاثة من عناصر المقاومة خلال العملية الأخيرة، مع ترجيحات بأن أحدهم هو السنوار. لكن تحديد هوية الجثة التي يُعتقد أنها تعود له يعتمد على نتائج فحص الحمض النووي، والذي قد يستغرق عدة ساعات.
وبينما تنتظر إسرائيل نتائج الفحص، يبقى الغموض مسيطرًا على المشهد، وسط تخوفات من رد انتقامي من حماس في حال تأكد مقتل السنوار. ويُتوقع أن يؤدي اغتياله، إن ثبت، إلى تصعيد كبير في الصراع، خاصة في ظل تزايد الضغط العسكري على قطاع غزة.
مسيرة مليئة بالتحديات: من زنازين الاحتلال إلى قيادة حماس
قضى السنوار سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، حيث تمكن من بناء شبكة علاقات واسعة داخل الحركة، وهو ما ساعده لاحقًا في تعزيز نفوذه. واستفاد السنوار من معرفته العميقة بالسجون الإسرائيلية وأصبح من القيادات المؤثرة في حماس. ومن المفارقات التي أثارت الاهتمام، أن أطباء إسرائيليين أنقذوا حياته خلال فترة اعتقاله، عندما أجروا له جراحة لإزالة ورم في المخ.
ويرى مراقبون أن السنوار كان محاورًا ذكيًا خلال مفاوضات تبادل الأسرى في عام 2011، حيث كان له دور كبير في إطلاق سراح أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
هل يشعل اغتيال السنوار فتيل مواجهة جديدة؟
في حال تأكد اغتيال يحيى السنوار، فإن المنطقة قد تشهد تصعيدًا خطيرًا، خاصة أن حماس لن تتوانى عن الرد على مقتل قائدها. ومع استمرار التحقيقات حول هوية الجثة التي يعتقد أنها تعود للسنوار، يبقى الغموض سيد الموقف، في وقت تشهد فيه غزة توترًا غير مسبوق.
ومع إعلان إسرائيل أن اغتيال السنوار قد يُنهي الحرب الحالية، يبقى السؤال: هل سيؤدي غياب السنوار إلى إضعاف حماس؟ أم أن الحركة ستتمكن من إعادة تنظيم صفوفها ومواصلة القتال؟