الحب والصداقة بنكهة الطعام.. كيف جسد مطعم الحبايب رمزية الحياة داخل المطبخ؟
ADVERTISEMENT
تمثل لنا الحياة تحديات عدّة ما بين الحب والعمل والأمل والصداقة، لكن ماذا لو أصبحت تلك الحياة تتجسد في رمزية "المطبخ" وأصبح العاملون فيه هما الأشخاص الذين يصارعون الأمل بداخله، وهذا تحديدًا ما فعله المسلسل الدرامي مطعم الحبايب، فاستطاع جعل المشاهدين جزءً من تلك الحياة داخل المطبخ؛ ليعيش مع أبطاله صراعات العمل والصداقة والحب بنكهة الطعام ومن داخل المطبخ.
تفاصيل مسلسل مطعم الحبايب
تدور أحداث مسلسل مطعم الحبايب وفقا لما رصده موقع تحيا مصر حول شاب يٌدعى "صبحي" أدّى دوره الفنان الشاب أحمد مالك، الذي يعمل على عربة كبدة بإحدى المناطق الشعبية، وأصبح من رواد بائعيها في المنطقة، لكن دائمًا ما يرواده الحلم بإعادة افتتاح مطعم أجداده، ويستطيع تحقيق هذا الحلم من خلال الشيف الشهير "أبوالمجد" الذي يؤدّي دوره الفنان "بيومي فؤاد"، فيتذوق الطعام من عربة "صبحي"، ويقرر ضمه لفريق عمل "مطعم الحبايب"، ويضم ابنته "ديدي" التي تؤدي دورها الفنانة الشابة "هدى المفتي"؛ لتتعلم الطهي منهم.
وتبدأ رحلة الحب والصداقة والصراع على النفوذ داخل المطبخ، في رمزية واضحة لـ لتحديات الحياة التي نعيشها يوميًا، فتحمل كل حلقة اسم طعام يعبر عما تشير له من أحداث، مثل: "حمام محشي، طاجن رز معمر، سميط ودقة، كبدة اسكندراني" وهكذا؛ لتضيف الحلقة نكهة الطعام لتحديات الحياة، ففي ظل هذه الأحداث يبدأ "المٌشاهد" في خوض رحلة مليئة بـ الكوميديا والرومانسية مع أبطال العمل الدرامي، ولعل أحد أهم عوامل نجاحه هو الدَّقَّة في اختيار الفنانين الملائمين لتجسيد الشخصيات داخل المسلسل.
أحمد مالك وهدى المفتي.. اختيار أنيق
والبداية مع اختيار الثنائي أحمد مالك وهدى المفتي كان موفقًا للغاية بسبب الكيميا الكبيرة التي لاحظها الجَمهور في مشاهدهم، بالإضافة لاختيار الفنانة "انتصار" والفنان إسلام إبراهيم أضاف جوًا كوميديًا لـ العمل الدرامي، فأصبح "الجَمهور" في انتظار مشاهدهم سويًا لترتسم البسمة على وجوههم، كما أن وجود الفنان "حمزة العيلي" كان إضافة كبيرة للمسلسل، فقدم دوره بطريقة السهل الممتنع ليجسد دور"الطباخ الشرير" الذي يحقد على زملائه وينصب لهم المكائد، إلا أنك لا تستطع كره تلك الشخصية لطريقته الكوميدية في تقديمها.
وما ساهم في نجاح المسلسل أيضًا، ضيوف الشرف التي تستقبلهم كل حلقة، فيضفون لها مزيدًا من الكوميديا والتحديات داخل المطبخ، مثل الفنانة القديرة إنعام سالوسة وعبير صبري والفنان أحمد خالد صالح؛ بالإضافة لـ استخدام صوت الفنانة "سوسن بدر" كـ راوية لقصة "وديدة" وعالم الطهي في بداية الحلقة، وتضيف عالمًا تاريخيًا موازيًا لـ أحداث المسلسل؛ يُعيد المشاهدين لـ عالم وقصص ألف ليلة وليلة.
وبالحديث عن مطعم الحبايب فلا يمكننا اغفال جانب الموسيقى التصويرية في المسلسل، فمنح المشاهدين احساسًا بالهدوء والسحر مع عالم الطهي والطعام، بالإضافة لتوظيف بعض القصص الموسيقية لـ حياة "صبحي"، فسرد لـ "ديدي" حكاية تسمية عربة الطعام الخاصة به بـ "سلطان الكبدة"؛ بسبب حبه الشديد لـ سلطان الطرب "جورج وسوف"؛ فتظهر في خلفية المشهد أغنية "الهوى سلطان" مع مشهد رومانسي لـ "مالك" و"هدى المفتي".
ومع عرض "مطعم الحبايب" والإشادة الواسعة به من الجمهور، إلا أن البعض لاحظ التشابه الكبير بين المسلسل وبين بعض الأعمال الأجنبية التي تدور أحداثها داخل المطعم، مثل المسلسل الأجنبي "The bear"، الذي استطاع تحقيق نجاحًا كبيرًا على المستوى الجماهيري وصنع عدة مواسم منه، كما استحوذ على غالبية جوائز "إيمي 2024"، فرأى البعض أن صناع "مطعم الحبايب" استغلوا نِقَاط القوة في هذا المسلسل وقاموا بـ محاكاته لكن بـ ثقافة شعبية مصرية تٌناسب المتلقي.
عالم ديزني في مسلسل الفار الطباخ
وذهب آخرون بتشبيه المسلسل بـ فيلم ديزني "الفار الطباخ"، خاصة مع تشابه الشخصيات التي تم تقديمها في المسلسل مع شخصيات عالم الكارتون، وظهور "الفأر" في إحدى حلَقات المسلسل كـ رمزية لتشابه المسلسل مع أحداث الكارتون، وبالرغم من تشابه المسلسل مع العديد من الأفلام والأعمال الأجنبية، إلا أن تلك المحاكاة لم تكن جانبًا ضعيفًا في المسلسل خاصة مع تقديمه بهوية شعبية وتاريخية لا تتشابه مع أي من الأعمال الأجنبية سوى في صناعة الحب والصداقة والأحلام بنكهة الطعام داخل المطبخ.