مصر تواصل استيراد الغاز الطبيعي رغم تراجع الاستهلاك في الشتاء.. تفاصيل

في الوقت الذي يواجه فيه قطاع الطاقة المصري تحديات متعددة، تستمر البلاد في استيراد الغاز الطبيعي، على الرغم من انخفاض استهلاكه خلال فصل الشتاء. 

شركات قطاع البترول المصرية تشارك في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل في أوروبا لأول مرة

ليبيا تدخل سباق الغاز مع مصر.. تنافس على اكتشاف حقل ضخم في حوض هيرودوت

منصات التغييز في العين السخنة وميناء العقبة 

وتشير المعطيات الأخيرة إلى أن التحسينات في كفاءة تشغيل المحطات الكهربائية قد أدت إلى تراجع ملحوظ في الطلب المحلي من الغاز الطبيعي، مما يثير تساؤلات حول أسباب الاستمرار في الاستيراد.

وتشير مصادر في قطاع البترول إلى أن مصر تعتمد على منصات التغييز في العين السخنة وميناء العقبة لاستقبال كميات من الغاز الطبيعي، وقد تم إعداد خطط لإعادة تغييز الغاز الطبيعي المسال المستورد، في حين أن الاعتماد على استيراد المازوت لا يزال مثار قلق بسبب آثاره البيئية والاقتصادية.

التحول من استيراد المازوت إلى الغاز الطبيعي المسال يُعد ضرورة ملحة، وفقًا لوجهات نظر خبراء الاقتصاد والطاقة، فاستمرار الاعتماد على المازوت يعكس مشكلات هيكلية في السياسة الطاقية للبلاد، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل. 

استمرار استيراد الغاز الطبيعي رغم انخفاض الاستهلاك 

في ختام هذه المراجعة للوضع الطاقي في مصر، يتضح أن استمرار استيراد الغاز الطبيعي، رغم انخفاض الاستهلاك خلال فصل الشتاء، يعكس تعقيدات هيكلية في استراتيجية البلاد للطاقة. تُظهر البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في الواردات من الغاز الإسرائيلي، مما يدل على اعتماد متزايد على مصادر خارجية لتلبية الاحتياجات المحلية.

تعزيز كفاءة استخدام الغاز الطبيعي المسال 

في ظل التحديات الفنية التي تواجه الحقول المصرية، يصبح من الضروري التفكير في حلول بديلة لضمان استدامة الطاقة في المستقبل،  يجب أن تُعطى الأولوية لتعزيز كفاءة استخدام الغاز الطبيعي المسال وتخفيض الاعتماد على المازوت، الذي يحمل في طياته تبعات بيئية واقتصادية خطيرة. 

تطوير سياسات طاقية شاملة تدعم الإنتاج المحلي 

وبالتوازي مع هذه الخطوات، يتطلب الأمر تطوير سياسات طاقية شاملة تدعم الإنتاج المحلي وتقلل من الافتقار إلى الاستقرار في السوق، مما يُسهم في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع ويحقق الأمن الطاقي لمصر على المدى الطويل.

أهمية الغاز الطبيعي

ويعتبر الغاز الطبيعي أحد أهم مصادر الطاقة في العالم اليوم، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة للمجتمعات الحديثة، و يتكون الغاز الطبيعي بشكل رئيسي من الميثان، وهو وقود أحفوري يتواجد في طبقات الأرض تحت سطح الأرض، ويمثل خيارًا طاقيًا نظيفًا نسبيًا مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي مثل الفحم والنفط.

1. مصدر طاقة نظيف

يتميز الغاز الطبيعي بكونه أحد أنظف مصادر الطاقة المتاحة، حيث ينتج عنه انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بالفحم والنفط. تُعتبر عملية احتراق الغاز الطبيعي أكثر كفاءة، مما يسهم في تقليل التلوث الهوائي ويساعد الدول على الالتزام بأهدافها البيئية.

2. التوافر والموثوقية

تتوافر احتياطات الغاز الطبيعي في العديد من الدول حول العالم، مما يجعله مصدرًا موثوقًا للطاقة. تزداد كفاءة الغاز الطبيعي في توفير الطاقة عند استخدامه في توليد الكهرباء وفي عمليات التصنيع، مما يعزز من استقرار الإمدادات الطاقية.

3. الدور في تنويع مصادر الطاقة

يساهم الغاز الطبيعي في تنويع مزيج الطاقة الوطني، مما يقلل الاعتماد على مصدر واحد من الطاقة. هذا التنوع يعزز الأمن الطاقي ويقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار النفط العالمية.

4. التطبيقات المتعددة

يستخدم الغاز الطبيعي في مجموعة متنوعة من التطبيقات. بالإضافة إلى استخدامه في توليد الكهرباء، فإنه يدخل في الصناعة الكيميائية لإنتاج المواد الأساسية مثل الأسمدة والبلاستيك. كما يُستخدم كوقود للمركبات، مما يعزز من فاعلية النقل ويدعم جهود تقليل الانبعاثات.

5. فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية

يمثل الغاز الطبيعي فرصة كبيرة للاستثمار والتنمية الاقتصادية. يساهم تطوير حقول الغاز الطبيعي في توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الإيرادات الوطنية من خلال تصدير الغاز، مما يعزز النمو الاقتصادي في الدول المنتجة.

6. الدور في الانتقال إلى الطاقة المستدامة

يعتبر الغاز الطبيعي جسرًا نحو الطاقة المستدامة، حيث يمكن أن يسهم في تسهيل الانتقال من الوقود الأحفوري التقليدي إلى مصادر الطاقة المتجددة. يمكن استخدام الغاز الطبيعي كمصدر احتياطي خلال فترات عدم توفر الطاقة الشمسية أو الرياح، مما يدعم استقرار الشبكات الكهربائية.

وبناءً على ما تقدم، فإن الغاز الطبيعي يمثل أحد الأعمدة الأساسية للطاقة في العالم الحديث، وتطوير استخداماته واستغلاله بشكل مستدام يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة. 

لذا، يجب على الحكومات والشركات اتخاذ خطوات استباقية لتعزيز استدامة الغاز الطبيعي كجزء من استراتيجيات الطاقة المستقبلية.